هشام حربى - بوابة عين الشمس.. وشم الكأس

كنتَ تسرى فى خيوط الليل والغيطانُ تُطوى ، والسحابات التى فى الصبح فرت منك واستعصت عليك الآن تُمطرها وترقد فى سريرك هادئاً، فمن التى جذبتك حتى صرت تنتظر الشعاع وتهجر الأرض التى مالت لهمسك فى المساء، وصرت تمشى فى ضياء الشمس تلتمس الحرارة ثم صرت تصاحب النار التى أشعلتها بالليل حتى صار وصفك عالقا بالنار ليلا أو نهارا ، قيل إن تفرد الصحراء ومضٌ سوف يظهر فى السماء
و قيل إن النار تسرى فى القلوب وترفع الحُجبَ التى كانت تلازم الاختيارَ، فكنتَ تسألها عن الضوء الذى فى النار، كيف يذوبُ وجدٌ فى لهيبٍ؟ وهى تضحكُ، كنتَ تسمعها تنادى غيمةَ الصحراء ثم رأيتَها تقتات هذا الغيم حتى صارت الصحراءُ رملاً ناعماً يُغرى سماءً فى نعومة لونها، والشمسُ لوحُ الزنكِ تحفظُ وِردَها وتقوم تمسحُ كل ظلٍ، هاهى الصحراء فيحٌ دائمٌ وصفاءُ لونِ الرملِ متكئٌ على لونِ السماءِ، فصرتَ مجذوباً للونٍ باتساع الحلم،
تلك الشمسُ تصهر من حقول الرمل ما يكفى لتاجٍ سوف يلبسه مريدُ الرملِ والصحراءِ، يُغمض عينه فيرى جموعَ الطيرِ تذبحها المسرة ُوامتلاءُ الرملِ فى الوديان بالأزهارِ تاجٌ ليس تُدركه الجموع ، الرمل فيض علاقة بالقلب تهمس مرةً، فيرى بهاء مكانه ويقوم يمسك كفها ليمرّ موشوماً بكأسٍ منه يرتشفان عشقاً خالصا.

............ هشام حربى
من ديوان ( الرمل شوق سائل )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى