أمل عمر إبراهيم - الغراب

على غيرِ المعتاد
لمحتُ غرابا على صندوق بريدي
ظل هناك لـ دقائق
ساكناً
ثابتاً على الحافة
سواده المدهش أربكني
أشعرني بالحنين
ذلك النوع من الحنين الذي يجعلك ترغب في حك سُرتك وقلبك..
وتبكي..
أنا في اللاشعور، أعرف هذا الغراب
وأحبه..
حدسي يخبرني
بأن روحي ذات يوم كانت لغراب

وعلى غير المعتاد..
بعوضٌ كثير يئزُ حول جزع الشجرة..
يئزُ أزيزاً مرتّباً، كالموسيقى
سيمفونية البعوض الخامسة؟
ربما،
من يدري؟
ومن نحن حتى ندرى؟
يا شعب البعوض الحُر
أيها السعيد بهذه المنطقة الخالية من البف باف والضفادع
والثورات..
يا أنثى الأنوفليس المثيرة
تعالى..
هاكِ دمي
دمي الـ ملآن بالأجسام المضادة الغبية
دمي الملآن بالقلق، بالبلبلة
دمي المشوّش
المتعب
راكضاً في دورته التي لا تنتهي
تعالي..
خذي دمى المعتّق خمراً وانتشي
ضعي اثوابك المزركشة
ضاجعي كل الذكور الأغبياء
يعشقونك
رغم علمهم أنكِ الحتف المؤكد..
يئزون حولك
يشتهونك
خذي شهوتهم ثم اقتليهم
وتعالي
شُبي في جلدي
إلعقي عني بعض هذا الحزن..
هاكِ دمى
تفضلي…

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى