أبو الفضل الوليد - إذا الليل زاح الستر عن شفق ورد

إذا الليلُ زاح السترَ عن شَفقٍ وردِ
فأسفَرَتِ الزرقاءُ مَصقولةَ الخدّ
تَطلّعتُ مشتاقاً الى الأُفقِ الذي
تَعصفَر والدنيا مُزَعفَرةُ البُرد
وبتُّ لأنفاسِ الصبا مُتَنشّقاً
فأطهرُها ما خبّ صُبحاً على برد
ونظّمت في الباقات زهراً أشمّهُ
فذكّرني ثَغراً لهُ عبقُ النّد
وكم شاقَني قرنُ مِنَ الشمسِ قد بَدا
إلى أن غدا في الجوّ قرصاً من الشّهد
فبشّت لهُ الدنيا وهشّت كطفلةٍ
رأت أُمّها تحنو وتكشفُ عن نهد
وكم لَذَّ لي في الحقلِ والغابِ مَسرحٌ
لأشهدَ حسنَ الكون في القرب والبعد
وأسمَع تَغريداً وألمسَ خضرةً
وأنشُقَ طيبا حيثُ أرغَبُ في الزّهد
وتحتَ ظلال ورّفت في صنوبرٍ
من الوَرقِ المَنثورِ نمتُ على مهد
نعم إنني أعرَضتُ عن لذّة الكرى
لأستَعرِضَ الدنيا وأَرقبها وَحدي
فمن يعتدِ النوم الطويلَ يمُت به
ومَن يَغتَد افترّت له جَنّةُ الخُلد
فَيَسكرُ مِن خَمر الجمالِ بنَظرةٍ
وَيحلمُ أحلامَ السعادةِ والمَجد
أعلى