مصطفى معروفي - أدع النهر يروي الحكايةَ

في الجدار الذي يسِم البيتَ
من جهة البحرِ
صورة ذئب غويٍّ
وباخرة فوق صدر العباب
ترى شاطئا مال عن ظله
وارتقى أرخبيل القيامة
إني أكون حزينا
على جانبي العشبُ
والماء حرَّر مرجانه
يتلمس نارا
يحاول أن يسبر الفيضانَ
لكي يتذكر عاصفة بسلام تمرُّ
وديكا سميكا يوضب منقاره
تحت دالية آية في استقامتها
في اليدين مدىً
والمدى صومع
ونساء به يلتئمن
على عجلٍ
بينما الريح غائبة
والخريف يجايل أعراسها
ينتقي شاءَها
ويقيس الطريق إلى المقبرةْ
لست أزعم أني حفي برعبي
وبالغيم حين يسير إلى قفص قابل
لانكسار ضئيل
إذنْ في البداهة متسع لي
لقد أنتشي
وتكون ليَ الأرضُ
والوقت حين يشد اليقين إليه
يجرِّدُ طلقتَهُ
ويقدمُ أرقى انشغالاته
للتلال العريضةِ
أنزلُ من حيرتي
أدع النهر يروي الحكايةَ
كل خريف يجيء
له حجرٌ يتحنّفُ
أوصافه الماء والطين والفرح المكتفي بالشهادةْ.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
ليت لي كــــف النار حتى أراني
وأنا صـــافــــــعٌ بــــها للمنـافي
لكأني أرى المـــنافي جحــــيـما
تشتهي الشرب من دم الأشرافِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى