أ. د. عادل الأسطة - في ذكرى رحيل جبرا إبراهيم جبرا

مرت الذكرى ٣٨ لرحيل المثقف الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا في هذا الشهر .
ما زالت مدينته بيت لحم ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ ١٩٦٧ ، فتحررها كان تحررا لفظيا شأنه شأن دولتنا اللفظية .
حلم جبرا في طفولته بخلق بحر ، وحاول ولكنه لم ينجح ، فالحفرة التي حفرها لتمتليء بالماء وتصبح بحرا سرعان ما تبخر ماؤها .
وحلم الفلسطينيون بتحرير فلسطين كاملة ثم اقتنعوا ، بعد يأس ، بدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ثم ارتضوا أقل من ذلك ، فتبخر حلمهم كما تبخر حلمهم الحقيقي الذي يقبع في أعماقهم .
على خطا جبرا حلم إبراهيم نصرالله في روايته / سيرته " طفولتي حتى الآن " بإقامة / إنشاء مطار وبدأ طفلا يؤسس له ، ثم اكتفى من المطار بتذاكر الطائرات فطاف في هذا العالم ونزل في مطارات الدنيا كلها إلا مطار الرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات الذي آل مصيره إلى كومة تراب وخردة .
الخلاصة :
منذ ١٩٤٨ ونحن نراوح في المكان نفسه ينطبق علينا المثل " طيطي طيطي ، مثل ما رحت جيتي " .
الفلسطينيون هم سيزيف القرنين ٢٠ و ٢١ وهم طائر عنقاء الأسطورة ، ومقالي اليوم في جريدة الأيام الفلسطينية عنوانه " طائر العنقاء الفلسطيني " حول رواية وليد الشرفا " أرجوحة من عظام " ٢٠٢٢ الفائزة بجائزة دولة فلسطين للعام ٢٠٢٢ .
" بكى صاحبي لما
رأى الدرب دونه ، وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك ، إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
ويبدو أن هذا هو لسان حالنا .
نأمل أن يكون العام القادم أفضل .
عام مجيد مبارك .
صباح الخير
خربشات
٢٥ / ١٢ / ٢٠٢٢
عادل الاسطة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى