د. سليم جوهر - في فلسفة الضيافة

الضيافة ليست بالضرورة دعوة الصديق والفريب بل هي قد تكون ترحيبا بالغريب الزائر. وهي تقع على المستوى الفردي والاجتماعي (دور الجماعة).
كان اهلنا القدماء لايسألون الغريب عن:
- اسمه او عشيرته ولم ولماذا؟ بل كانوا يعطونه ما يريد دون سؤال.
يقول دريدا عند الترحيب بالضيف هنالك اشياء تصبح شفافة للقادم من بعيد بطريقة تظهر له ان المضيف يظهر كما هو وان تعمد اخفاءها عنك.
فقولنا للقادم انت في بيتك تعني، رجاءا اشعر بالراحة كما انت في بيتك وتصرف كأنك في بيتك، ولكن عليك ان تحترم خصوصياتنا ايضا.
فالضيافة كما يقول دريدا تظهر نفسها بكونها بهجة وليست ازعاج وتمدنا بالقدرة على مواصلة السعي لتقديم فضائل كرم الضيافة.
ان العلة الكافية هي في فعل الضيافة هي التي تؤصل الأشياء بوصفها موضوعات للتصور بالنسبة لذات تعي نفسها. وهم هنا اهل البصرة الكرام.
ان تعيين العلة الكافية (اهل البصرة خاصة واهل العراق عموما) للموضوعات المعاشة هو ذلك الفعل التصوري الذي يقوم بتمييز مستلزمات الموضوع (الضيافة) وتأمينها ولا ينفك لذلك عن "الموضوعية" اي عن كينونة الموجود (الفاعل المقتدر على الضيافة) الذي يدركها في التجربة. فيصل الى كمال استقلاليته ووعيه لقدرته على فعل مكارم الاخلاق (ضيافة الضيف).
يتحول الموجود (المضيف) الى ذات مدركة في العالم (المجتمع البصري وقت المناسبة) بوصفه تفتحا صافيا، يدع الحدث بكل تمثلاته يتفتح تفتحا ذاتيا. حيث يقذف شيئا ما نحو الذات المدركة وان هذه الذات هي التي تعي ذاتها بكونها (مضياف) اي كون هذا التصور (لموضوع الضيافة) يقدم للذات التي تقصده شيئا ما يؤمن حضوره من تلقاء ذاته. هذا الحضور يتعين من خلال تعيين (اخلاق الضيافة).
‌فالموضوع ليس تصورا تتصوره الذات، بل ان شيئا ما في الموضوع (الضيافة) ، صلبا ومتينا، يقذف الى الذات يعطى لها كينونتها المقتدرة في العالم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى