عبود الجابري - كذبتُ عليكَ..

عندما أخبرتكَ أنّني أتعافى
كنتُ أعني أنّ الجرحَ
صار قنطرةً يعبرُ النملُ عليها
صوبَ ضفّةٍ أخرى
من الوجع
وأنّني أسكنتُ فيهِ كثيراً
من الأكاذيب
أهونُها ضحكةٌ ملساء
وأصعبُها ما أردّده في الأدعيةِ
عن كشفِ الضُرّ
وإطلاق النار على الكروب
تعال إذن
خذْ عمري، واحجزْ لهُ مقعداً
في المدرسة
خذْ مفاصلَ البابِ إلى الطبيب
ليكفَّ عن النحيب
خذْ ظهر الخزانةِ
إلى المعالجِ الطبيعي
كي تعاودَ الوقوفَ بلا ألمٍ
خذ نار بيتي
وتصدّقْ بها الآن
على ذوي القلوب الباردة
خذني إلى سجنٍ ضيّقٍ
تظنُّ أنٌه أفضل
من هذه الحديقةِ القاسية
خذ رقعةً من جلدي
لترفو بها الشقّ الأبديّ
في سترةِ روحي
ولا تنسَ أن تزورنا كلّ ليلةٍ
لتعرفَ،
متى نشدُّ الرحالَ إليك
قلْ لي بربّك:
كيفَ سأجمعُ كلّ هذه الأكاذيب
وأرميها على بابك
في دمعةِ صدقٍ واحدة؟
كيفَ لي أن أفعلَ ذلك
وانت تبيتُ كلً ليلةٍ
في منحدرٍ ثلجيٍّ
وتلقي بنيرانك علينا
فيكبر فينا العناد
ولا ننضجُ ؟
قل لي بشرفكَ:
أينَ أمضي
و كيفَ لي أن أعرفَكْ
أو تعرفَني
عندما نلتقي؟

عبود الجابري
عمّان
15 كانون الثاني 2023




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى