عادل المعيزي - سأكون منشغلا بها

سأكُونُ مُنْشَغلاً بها، هذا المساء
سأكونُ مُنشغلا بها
سأرتّبُ الأحلامَ قُربَ تَدَفُّقِ اليُنبوع
أهدي أصيصَ الأقحوان عطور موجٍ
لا يُطلّ مع الزبدْ
زَبدٌ يُتَعْتِعُهُ المَدى..
ويُراقصُ المرسى القديمَ ويختفي
ليَهُبَّ في جسد الظهيرةِ
كالأبدْ
سأكون منشغلا بها هذا المساء
سأكون منشغلا بها
وأُجَالِسُ الخلجانَ..
إن طارت خَطاطيفُ البدايةِ
حولها
وسأرْتَدي طَقْما جَميلا داكنًا
وبربطة العُنُق الجديدةِ..
سوفَ ينسَجمُ القميصُ مع الجواربِ لونُهُ
لا لونَ للغد في حذائي كيْ ألمّعَهُ
بريقُ الشوق يكفي، سَاِئرَ الأحْوالِ والأهوْالِ،
والأحقابُ تأتي في انجذابٍ نحو غبطَتِها
وآلهةٌ من الحلوى
لئلاّ يقضَم الوحيَ الخرافيَّ البريءَ
زمانٌ رابضٌ في نثره
سأكون منشغلا بها هذا المساء
سأكون منشغلا بها..
سأعطّر الأوقاتَ بالليمونِ،
أشْعِلُ شمعةَ الرؤيا على باب المصير
وأسألُ القدرَ المرابطَ فوق سُور حَديقتي:
" هل يَقْتَفي أثرَ العُطورِ حَفيفُها؟ "
ومُبلّلا برُطوبةِ الشّبَق ِ النّديِّ
سأرسلُ النسيانَ نحوَ جَحيمه
وسأحتفي بحلولِ بَهْجَتِها
سأغلقُ هاتفي المَحمولَ فوق دقائقِ الأنغامِ
أكْسِرُ في نهاية حاجزٍ
زمنًا نَما..
حتى يُفارقَني
هُتافُ الذاهبينَ الى حضيضِ
غَدي
سأغلقُ بابَ تأويلِ الأغاني
عَلّني أخْلو إلى ما يَرفعُ المعنى إلى
الأقصى
ولا يتسلّلُ الغرباءُ
مُنْتَظرًا سَأجْلسُ في فراغ كتابتي
قَلمي سَيَنْعَسُ فوقَ أوراقي،
يَدِي
سَنَدٌ لوجهي، مِرْفَقي..
في دهشة البَنْدولِ، يقبعُ صامتا
في مكتبي
سأعِدُّ فاكهةً لخفقَةِ روحها
ورِهامِها..
ونَبيذَ قدّيسٍ يُهيئُ لَهْفتي
لمَوَاطنِ الغزلانِ في فَلواتها
قَمَرًا لأُصْلَبَ في رُباها، كلّما سِربٌ
من المرجانِ عادَ الى ضفافِ جَمالِهِ
ونِدَامِها
سأكون منشغلا بها
لنْ ألتقي أحدًا سواها
كلُّ شيءٍ ممكنٌ هذا المساء
كنهاية التاريخ في شبح الحقيقةِ
وارتطام الواقعيِّ اليائسِ العَبَثِيِّ
بالصوَرِ الجَديدَةِ
وانكسار كنايةٍ في دَهْشَةِ الأحْداثِ
تُنْقِذُها الألوهةُ من تراتيلِ المعاني
كلّ شيء ممكنٌ هذا المساء
كرؤيةِ الأبَدّيَة الوَلْهى
تُعَمِّدُ خُلَّبَ الأرواحِ فوق بُحَيْرَتي
والانتصارِ على بلاغةِ نَجْمَةٍ تَخطو الحروفُ
على مَسارِبِها
وتَرفعُ عاليًا هَرَجَ الصّدى
هرجَ الخياليِّ الذي يدعو إلى
فِرْدَوْسِها
سأكونُ حاضرها إذن،
سأكونُ في غَدِها هباءً عاريًا فوقَ البهاء
سأكونُ منشغلا بها هذا المساء
سأكونُ منشغلا بها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى