مصطفى معروفي - بروق الأمس

حين أكون وحيدا
وعلى نافذة المنزل شمسٌ سائمةٌ
أتوجس من خَبْء الغرفةِ
أرسم في كراسي حجرا
يتلوْلبُ في هاجرةٍ
ويشد إليه مناطَ القيظِ
بمنقارِ قطاةٍ ترأف بجناحيها
عند المنبعِ...
كل صباح
إذ يسعفني البُعد الواحدُ
بترانيم التوبةِ
أوْلِمُ شغف الكلماتِ
لحبري المتمدِّنِ
أتقرّى مدْرَجَهُ الموثوقَ
هناك صليبٌ يغتنم الفرصة
كي يتغنى بصوامعه
بِضعَ دقائقَ
وانا أمسح كفّي بالريح المنخفضةْ...
حتى لو مال الليلُ
إلى توأمهِ
ومضى يسفك رايته تحت
قباب الغيمِ
لأصبح مهترئا
ولأصبحْتُ صديقا لعذوبته المرئيْة
ليس يؤرّقني النجم المتبتِّلُ
بل سرمدُهُ
وعراء أيادي النهر إذا
وقف النهر بلا مرآةٍ
كأسيرٍ قام بكيّ ملابسه
قرْب جنرالٍ خانتْهُ زوجتهُ،
لا ملجأَ للحسراتِ
لقد كسّرتُ ظلالي
وظننت أن الريح إذا فطِنتْ لي
بُحْت بما ليس يباحُ
وصرتُ أميراً للأنواءِ
فأنشئُ لبروق الأمس مداراً
أَنزل من سلسلة الأصحاب إلى
متكئي في الدغل
وأصرخُ:
ما أجمل أن تتَّقدَ الدهشةُ
بين أصابعنا
حتى يبصرنا النهر بعينيه الواسعتيْن!.
ـــــ
مسك الختام:
إني لأبــــدو إذا ما قلْــتُ متّزناً
لكن إذا مُسَّ عرضي لست أتّزِنُ
ولي يدٌ لــــم تـــزلْ للناس ليِّنةً
لكن لها إنْ تُــنازلْ ملمَسٌ خَشِنُ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى