كرة القدم خالد محمد مندور - من المحيط الى الخليج وكرة القدم !

هل هو وهم من الخمسينات ؟ أم هو انحيازا سياسيا من الاتجاهات القومية ؟هل ننتمي إلى ثقافة المتوسط ؟ هل نحن فراعنة فقط ؟ وهل يكفي الانحياز النفسى للدلالة عن من نحن ؟أسئلة هامة كانت الشغل الشاغل للحركة الفكرية والثقافية المصرية فى العصر الحديث ، عصر التحرر من الاحتلال التركي العثماني ثم البريطاني ، عصر زمن انبعاث الحركة الوطنية المصرية الحديثة .
سؤال تلقى إجابات مختلفة مع تطور الحركة الوطنية والثقافية المصرية ، إجابات لم تخلو من التطرفات ، تطرفات تنظر إلى الخلف مستندة على الدين لتبرير الارتباط مع العثمانية أو على مشروعات سياسية وفكرية تحاول التنصل من الارتباط مع التخلف الفكري والثقافي والسياسي الذي عم المنطقة لقرون.
ويأتي كأس العالم لكرة القدم ثم كأس العالم لأندية كرة القدم كى تعيد طرح الأسئلة من جديد ، أسئلة ستظل محلا للاهمية البالغة الى أن نستطيع اللحاق بثقافة وتقدم عصرنا ، فشعوبنا تنحاز إلى فرقنا وهى تلعب الكرة ، فهل ننسى كيف تفاعل الشعب المصرى حماسا و تأييدا للفريق المغربى فى كأس العالم للكرة ، ونحن الآن نشاهد بأعيننا كيف يلعب فريق النادى الاهلى المصرى فى بطولة العالم للاندية فى المغرب ويلقي تأييدا حماسيا لا يقل عن ما كان ممكنا يتلقاه اذا كان يلعب فى القاهرة ، والمذيع السعودي يكاد يخرج من الشاشة تحمسا .
فهل نحن فراعنة ؟ هل نحن عرب ؟ هل ننتمي الى ثقافة المتوسط ؟أم أننا خلطة عجيبة من تركيبة البلى بلى باة كما يصفها الشاعر الشعبي المبدع أحمد فؤاد نجم ؟
أنها أفة الموقع المحوري والتطور الحضاري والإنساني المبكر ، أفة التاريخ المتراكم والصراعات الكبرى والصغرى التى كانت ومازالت قائمة منذ خرج المصريون من واديهم الضيق دفاعا عنه و استيعابا لحضارة وثقافة عصرهم .
نعم ايها السادة نحن فراعنة وعربا وننتمى لثقافة المتوسط وثقافة اهلنا من الخليج الى المحيط ، قدرا وتاريخا ومستقبلا ومصيرا ، وعلى كل من لا يدرك هذه الخلطة العجيبة من توليفة البلى بلى باة أن يستمع من جديد لأحمد فؤاد نجم ويشاهد بطولة العالم لأندية كرة القدم !.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى