علجية عيش - من أجل التغيير الجذري

pour le changement radical
-----------------------------
كيف يمكن إعادة الإعتبار للشباب الذي كان موضع تشكيك من كل الجهات في قدراته في بناء الوطن و التشكيك في وطنيته، و لأن القمع يولّد الغضب كان على الشباب أن يختار ، فانقسم على نفسه، البعض اختار الثورة و المواجهة ، و البعض الآخر اختار الإنتقال إلى الضفة الأخرى و فئة سقطت في مستنقع الفساد و الجريمة ، بعد الإستقلال مرت على الجزائر أجيال ، بدءًا من جيل الإستقلال إلى جيل الإنتفاضة انطلاقا من الربيع الأسود، ثم جيل الحراك الشعبي مرورا بجيل العشرية السوداء، و لم يحدث التغيير ، و طيلة هذه المراحل الصعبة و القاسية صدرت قوانين و مراسيم مهما كان شكلها ( رئاسية، تنفيذية) ، تفاعل معها المستفيدون منها، اقول المستفيدون منها ، لأنها وضعت على المقاس و بما يخدم السلطة ومحيطها .

نحتاج إلى عقل يرى الأمور بعين فيلسوف و برؤية أكثر تنويرية و لا اقول مجددة، ليفتح عقول بعض الشباب ليرى الواقع على حقيقته، أمام الحروب التي نعيشها ، هذه الحروب التي لن تظهر جليا للشباب ( حروب سرية ) رغم أنه اصبح أكثر وعي مما يحدث في الساحة ، فالرئيس الجزائري الذي منذ تعيينه (و لا نقول انتخابه) على رأس الجمهورية الجزائرية لم ينزل إلى الشعب ليلتقي به و يسمع نبضه، و مسلسل الإعتقالات في الوسط السياسي و الإعلامي و مسلسل الإغتيالات التي ما زالت تحرك الوجدان بحسرة و ألم ، و آخرها اغتيال المحامي الشاب، لم تكن ردود الأفعال بفعالية ، تتخذ فيها مواقف جريئة، كانت الردود سوى الكتابة في الفضاء الأزرق ، الكل فيه يغني ليلاه، لم يسال أحد يوما الجزائر إلى اين تمضي؟ على قول الرئيس المغتال محمد بوضياف.

و إن كانت هناك تساؤلات ، فهي لم تلق لها صدى، لأن طارحيها مغضوب عليهم و ممنوعون من الممارسة السياسية، لا أحد تساءل يوما لماذا لا يكون في الجزائر رئيس شابٌّ ؟ كما نراه في الدول المتقدمة التي تحترم نفسها و شعبها و شبابها و حتى أطفالها ، لأن لهم حلم يكبر معهم، انتظر الشباب الجزائري أن يستلم المشعل و لم يستلمه في الواقع، استطاعت السلطة أن تغري الشباب بمشاريع بسيطة كي لا يحلم بما هو أكبر منه، كي لا ينظر إلى الأفق لا يحلم أن يصل إلى قصر المرادية، و لا يفكر فيها مجرد التفكير......، كم عمر الذين هم اليوم في السلطة؟. ما نعيشه اليوم هو " التشرذم "في كل صورها، ولذا فنحن في حاجة إلى انطلاقة جديدة بصورة جديدة ، بأفكار جديدة، و بعقول نيّرة لإعادة الثقة إلى الشعب الذي لم يعد يفكر في كيف يهرب من واقعه و ظروف معيشته المزرية و هو يقف في الطابور الطويل للحصول على كيس سميد و كيس حليب و قارورة الزيت، شعب يعيش سياسة الإحتكار، شعب لا يملك الوسائل و الآليات لمواجهة بارونات السوق ، و المضاربون الذين يحتكرون السلعة من أجل خلق الندرة و من ثم يتحكمون في تحديد أسعارها التي ترهق كاهل المواطن البسيط.

هذه هي سياستهم، مرضى لا يجدون حتى ثمن إجراء عملية جراحية و ينتظرون طويلا لكي يحظوا على فرصة في القطاع العمومي حتى لو كانت على حساب صحتهم، لأن سياسة الأجور لم تكن موزعة بشكل عادل، فما عشناه من انتفاضات شعبية و حرب مسلحة في سنوات التسعينيات سببه ضيق النظر في السياسات الإقتصادية و الإجتماعية و الفكرية و الثقافية و التربوية و غياب رجل القدوة ، الرجل الذي يملك العقل الجامع الذي يرى الأمور بعين فيلسوف و لذا ترى الفشل يلحقنا ، لأننا لم نستثمر في الماضي و التجارب التي مررنا بها ، و الآن ماذا يمكن قوله؟ و الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية حديدة ، فكيف نسنقبلها؟ و هل بإمكاننا أن نستخدم التجارب التي سبقت و هي تجارب شبه فاشلة جعلت الشعب و كوادر الدولة و نخبتها يعيشون على الهامش؟ تلك أسئلة الشباب ينتظر الرد عليها و شكرا و بدون خلفيات
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى