أ. د. عادل الأسطة - حيرة ما بعدها حيرة وترقب وانتظار

حاولت أن أخربش غير مرة ، وكلما كتبت شيئا تجاهلته .
منذ عصر أمس وأنا في حيرة أنتظر ردات فعل الوحوش الخارجين من الأسطورة على ما تم على حاجز حوارة ، وأترقب وأخذت أتابع الأحداث .
كانت حوارة ليلة أمس تحترق ، وأصبحت شوارعها خلوا من المارة ولا يرى المرء منها سوى ما خلفه الهمج من بيوت محروقة وهياكل سيارات .
ثمة شهيد و ٤٠٠ إصابة وخسائر بملايين الدولارات والحبل على الجرار ، ويبدو أنها كرة نار أخذت تتدحرج .
منذ نشأة الحركة الصهيونية حددوا مصيرنا نحن سكان فلسطين : الطرد بالجملة أو الطرد بالتقسيط :
- ارحلوا ولا تتركونا نقتلكم .
وأخذوا يقتلوننا ويبكون ثم خف بكاؤهم وصاروا يقتلون دون أن يذرفوا دمعة واحدة :
- الموت للعرب
- انتظروا قليلا . النكبة الثانية قريبة.
هل ما جرى في حوارة وقبل خمسة أيام في نابلس " بروفة " لدير ياسين ثانية وقبية ثانية وجامع دهمش ثانية وطنطورة ثانية ؟
كانت شوارع حوارة اليوم مهجورة وبدت بعض بيوتها مشحبرة من آثار النار ، وانعكس هذا كله على نابلس .
من السوق الشرقي إلى ساحة المنارة فشارع النصر فالدوار تمشي فتعد البشر الماشين على أصابع يديك وترى أصحاب المحلات واقفين أمامها يتجاذبون الحديث .
وأنا أتابع الصور المعروضة التفت إلى صورة أدرجها أبو مريم .
في اجتياح نابلس حطم الإسرائيليون سيارة " أبو مريم " التي اشتراها بستة آلاف شيكل ولم يرخصها ويؤمنها لعام لأنه لا يملك المال لترخيصها وتأمينها .
عرض أبو مريم من أربعة أيام صورة لسيارته ليظهر الضرر الذي لحق بها ، والعين بصيرة واليد قصيرة وساعدنا أيها المحافظ .
اليوم واسى أبو مريم نفسه فعرض صورة لسيارة لم تتحرك بعد اشتراها صاحبها ب ١٥٠ ألف دولار وغدت مثل سفن البصرة بعد أن أحرقها الزنج عندما اجتاحوا المدينة في العصر العباسي ، وغدت مثل سيارات الجيش العراقي ودباباته في ١٩٩١ .
لطالما انتبه كثيرون منا إلى ظاهرة اقتناء السيارات مرتفعة الثمن وانتقدوها ، فنحن شعب يعيش تحت الاحتلال ولا ضرورة للفشخرة وعدونا حاقد لئيم لا يرحم .
ليلة أمس هي بعض " ليل الضفة الطويل " ، وهو ما كنت أخشاه في ١٩٩٣ حين كتبت عن النازيين الجدد .

خربشات عادل الاسطة

٢٧ / ٢ / ٢٠٢٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى