علجية عيش - أيّ برنامج يريده الشعب؟

أيها الحكام ارحموا الشعب

برنامج جمعية وطنية أو حزب سياسي يختلف تماما عن "برنامج دولة" بكل استراتيجياتها و رؤاها الإستشرافية للمستقبل، فوضع برنامج دولة يقتضي أولا و قبل كل شيئ الإنصات الواعي إلى تساؤلات الواقع و تحديات الراهن و المستقبل، برنامج دولة يحتاج إلى قيادة رشيدة ، تتجرد من ذاتيتها و تعبش للشعب فقط، لقد عاشت الجزائر تجربة كافية و هي تمارس الإصلاحات سياسية كانت أم اقتصادبة لكنها كانت كلها فاشلة و بخاصة المنظومة التربوية التي تعتبر العمود الفقري للدولة لأنها تبني الأجيال و تصنع الرّجال و تؤهلهم لتحمل المسؤولية و هم يباشرون معركة البناء و الإنماء

فإعداد القائد في الجزائر مغيب في المنظومة الفكرية و لذا لا يمكن الحديث عن برنامج شمولي على مدى طويل دون أن ندرك ماهية القيادة و ماهو دور القائد، المسالة لا تتعلق بالرتب ( هذا بروفيسور و ذاك جنرال ...الخ) فكم من قائد و زعيم قاد شعبه و هو لا يحمل شهادة جامعية أن تخرج من مؤسسة عسكرية ـ كما أن المسالة لا تتعلق بسن قوانين ثم تعديلها أو تغييرها وفق ما تحتاج إليه المصلحة، بل بوضع منظومة تعمل على الرقي بشعهبها متمسكة بدينها و عقيدتها و سائرة في التطوير و التطور

طبعا لسنا في جمهورية أفلاطون أو بلاد السحرة يضربون بعصاهم السحرية فيحققون المعجزات و لسنا في زمن الأنبياء، لكن بالروح الجماعية قد نحقق اشياء كثيرة و الروح الجماعية تقتضي التخلي عن الأنانية و حب الذات و القضاء على كل اشكال الفساد، و التغيير يبدأ بالنفس أولا، إن المصائب التي تواجه الجزائر شعبا و دحكومة هي غياب "العقلاء" و "الحكماء" نعم نحناد إلى رجل حكيم يرسم الخريطة السياسية للبلاد و يجنبها كل اشكال الإنزلاقات، الحديث ذو شجون و يحتاج إلى تسليط الضوء عليه لتحديد مفهومه و أهدافه و نتائجه، برنامج شامل و متكامل يعني مشروع الأمّة و مستقبل أجيال، على مدى الدّهر، وهذا البرنامج يحتاج إلى فكر و وعيٍ، و بذرة صالحة تزرع في تربة نقية
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى