افياء أمين الأسدي - نميمةُ الريح نميمةُ الريح

حدّثتْني الريحُ عن حريق قريب،
عن كوخ يشتعل في قلب سمراء ،
عن ضفّة تنام قربها،
وكفّين صغيرين لا تتقنان انقاذ صاحبتهما.
حدّثتْني ..
عن جمرتين في عينيها،
ووردة ذابلة في يدها.
عن حذاء عالٍ؛
ورغبةٍ مكسورةٍ بالسير .
عن قرطين يشتعلان من الحنين،
وطوقٍ سيقتله الانتظار ؛
كما لن تقتلها النار.
سيقتلها سكونُ الضفّة،
قبل أنْ تُتمّ الريحُ نميمتَها،
سيقتلُها برودُ المسامير في أضلاعها،
وصمتُ المصغين .
سيثير فضولها رغم ذلك
أنني تحدّثتُ عنها بضمير الغائب؛
أنني لم أقل للريح:
أدري أنّ الكوخ في صدري،
أدري أنْ قربي ضفّة نائمة،
أدري أنّ كفّي لا تحتملان ثقل الخواتم،
أنهما أصبحتا قارورة لوردة أبدية ذابلة!
لم أخبرها: أدري أن سيقتلني البرد ،
لا النار!

افياء أمين الأسدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى