يعقوب المحرقي - تدثروا بالأنهار والجبال

مثلما يعود النهر إلى البحر
هكذا يعود عطاء الإنسان إليه .
(مثل صيني)

لبس صنع الله القطن النيلي ليرأف به الصيف وتقيه سعيرها الشمس .
البست اسماء نخيل العراق لتجدف في فرات القلب وتاتيكم بريحان الحنان .
لبس الحارثي رمال الصحراء ليمسرح نورا في ربع خال يرابط بين هزيع الليل وجذوة النهار .
لبست بتول ياسمين دمشق لترعى غزالاتها في محراب السحب البيضاء في زرقة السماء .
تلبس صوفي السودان جيفارا ازرق النيل فانخطف وانجذب في ممالك الله وتاه دائرا منتظرا فتح الباب.
لبست وردية الخدين ليلى بركات
اعلى جبل لبنان، علم الأرز لتصدح بزجل الحنان .
لبست فتاة الفل العيوشية
قلب قرطاج المرهف
وخاضت المتوسط في قارب الفل
إلى حصون روما .
لبس النجمي البرق واحرق
قوارب الوقت ورقاص الساعة عابرا البرانس في جلال الثلج .
لبست الجزائرية مليكة المدن الغلاض برنصا يحميها من عاصف الريح
و جراد المستحيل .
لابسا ازار النور في صنعاء
غنى البردوني الشمس
في عتمة العمى .
هكذا لبسوا حلل الحياة في حج
نحو قداس الحرية ،
امطروا الروح برذاذ البرد ،
وسفحوا وسفوا الرمال ،
وسابقوا الركبان وكتبوا
شعر الغياب حضورا
والتفت بسيقانهم الأنهار ،
وساقوا على السفوح
سنابل الود الى مملكة السلام .
و تعلقت على صدورهم الجبال ،
غاروا خفافا وعادوا بوهج أشعل
في سنا الحكايات شروق النهار .

يعقوب المحرقي

https://www.facebook.com/pages/Bahr...-Usjh4Rz2H50FqEK2vMSvyu5GXwkkWnAU8&__tn__=H-R

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى