رسائل الأدباء رسالتان من يحيى حقي الى عبدالله السيد شرف

17 يونيو:
عزيزي الصديق النادر:
تحيرت أو حرت على الأصح.. طال انتظاري لردك أو لرسالتك فقد أرسلت لك بالبريد المسجل كتابًا لتقرأ فيه بدائع شعر (....) شاعر الاسكندرية، قصيدة الشموع المنيرة والمطفئة التي تمثل ما في الإنسان ومستقبله، لقد هزتني هزًا شديدًا وكُنت أتوقع أن تكون قد قرأت خبرًا عمره عشرة أيام الآن عن وفاة أخي الذي يكبرني «إسماعيل» خير الناس وأطهرهم، يدًا ولسانًا، أستاذًا في التربية ومترجمًا لبعض الكتاب العلمية (وخاصة في الفلك) من نشر فرانكلين.
ونحن خمسة اخوة من المعمرين: إبراهيم، إسماعيل، يحيى، زكريا، موسى ولا أعيش إلا في رعب منذ أن أشاهد تقاطر الركب واحدًا بعد آخر، ولم لا أكون أنا هو الذي يشاهد انصرافه ومع ذلك أنا مُسير لا مُخير.
فرغم كل هذا أساق إلى الرحلة لفرنسا لضرورات لا أستطيع دفعها، وسأركب الطائرة بعد عشرة أيام، وربما غبت ثلاثة أشهر، سأظل على اتصال بك لكنني أرجو أن أطمئن عليك بخطاب يصلني منك قريبًا.
لو دخلت حمامًا شعبيًا خلع «المكبساني» جلبابي وفانلتي ثم حاول أن ينزع مني كسوة حار في معرفة نسجها، وعجز رغم كل محاولة عن نزعها، وسألني ما هذا بربك؟ أقول له: هذا ود وحب، وفضل حبه علي صديق مقيم في صناديد ولم أره قبل.
أخوك يحيى.


********


02/09/1982
عزيزي الأخ الأستاذ عبدالله
مضت الأيام ومضى العيد أنا أكرر الحلاقة غدًا مجانًا.
فلا تظن أنني لم أعيِّد عليك من كل قلبي أيام العيد وما زلت أؤمل أن يأتي حقًا هذا اليوم الذي تكون فيه الحلاقة بالمجان، فاصبر معي إن الله مع الصابرين.
تحدثت عنك مع صديق له مقام، عسى أن يصدق وعده لي.
المخلص - يحيى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى