روشان صفا - ليلة عيد الميلاد

جلست ماريان أمام شجرة عيد الميلاد، وقد علقت عليها أغلى، وأعز أماني لها في الوجود، وبعد أن أكملت صلاتها، قامت تختبر ديك الحبش بالفرن، وبعد أن تم نضجه أخرجته من الفرن، ثم وضعته في وسط المنضدة، أحضرت زجاجات وكؤوس الشمبانيا، وزينت المنضدة بالشموع الملونة الفواحة، وجلست في وسط الأهل تتفقد الهدايا الملقاة، حول شجرة عيد الميلاد، اليوم تتحقق كل الأمنيات .
هي في أشد مراحل عمرها إحتياجًا للزوج، وقد هاجهما الشعر الأبيض، مما إضطرها إلى أن تخالف تعاليم الكنيسة، وتصبغه باللون الأسود؛ لتبدو أصغر سنا. يراودها حلم الأمومة منذ فترة طويلة. حتى ظهرعماد مرة أخرى بعد غياب لسنوات "قد كان زميلا لها بكلية الأثار، وجمعتهما قصة حب ثم تركها بلا سبب معلوم، بعد إنتهاء الدراسة الجامعية، ثم عاد مرة أخرى، وتقدم لخطبتها، بخاتم من الألماظ الحر يزن ربع قيراط ، وتحدد موعد الإكليل بعد عام من الخطبة .
مر شهر، وهي على قيد الأمل المغلف بالإنتظار، لم تسمع صوته، ولم تراه، هو خطيبها، وحبيبها الذي
تحبه حبا فاق الوصف، والخيال. جاء العيد محملا بلقاءات الحب، والسعادة . كانت تظن أن لن يمر العيد، وهو غائب ولكنه غاب . دقت الثانية عشر، انطفأ النور، وتعانق أهل البيت جميعا، و بينما الجميع مشغول بفتح الهدايا، و تناول الطعام ، سمعت ماريان صوت رسالة، على هاتفها المحمول، ظنت أنها رسالة معتايدة من زميلتها في العمل تريزة.
فتحت الرسالة " نظرت على الرقم "لمن هذا الرقم الغريب إنه ليس رقم عماد هكذا تحدثت لنفسها"
الرسالة:
ماريان أنا عماد، أطلب منك في ليلة العيد أن تسامحيني، أنا لن أستطيع أن اكمل مشوار حياتي وأنت حزينة بسببي، صديقتي راشيل أرسلت لي دعوة زيارة لإسرائيل، وسجلت أسمي بكشوف المستوطنين، وسأحصل على بيت، ومعونة شهرية، بشرط الزواج بها، لم يكن أمامي خيار أخر فهي أيضا جميلة،
أنا الأن في مطار بن جوريون، يا عذراء كوني بجانبها .


روشان صفا / مصر


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى