هيثم الأمين - بعد اللّعبة

بعد اللّعبة، تنامين
كما تنام قطّة - بلّلها مطر خفيف - قرب مدفأة.
لا أظنّ اللّعبة أتعبتكِ!
ولكنّ شعرك الذي أفضّله طويلا
ستقصّينه، حتما، في أحلامكِ
ليصير قصيرا كما تفضّلينه
وكما لم تفعلي في اللّعبة
ستطالبينني بأن أزرع مليون وردة من شفتيّ
في أرض الآلهة المكشوفة، الآن
والممتدّة ما بين شحمة أذنك ونحرك!
أنا.. ورغم كلّ تعبي..
أسهر، بعدك، طويلا جدّا!
أسهر كقطعة عتمة تسرح بقطيع نجمات في مراعي اللّيل
وأشرب قهوة مع الحلوى..
أنا.. أحبّ القهوة،
أحبّ الحلوى جدّا
ولكنّي.. أحبّ شحمة أذنك أكثر بكثير...
يقول جدّي:
"النّساء لا يتعبن!
وحدهم الرّجال.. يخرجون من اللّعبة مشيا على أربعة !!"
ومع هذا، تنامين بعد اللّعبة
كما تنام مدينة صغيرة، ليلا، في زمن الحجر الصّحّي!
وأسهر أنا
كما تسهر غرفة مظلمة اعتادت أن تقايض أسرار الوسائد
بأعقاب حكايات الطّريق
وبمفاتيح سقطت من أحلام صغار اللّصوص؛
كغرفة مظلمة
أحدّق في بياضك المكشوف كما يحدّق قط جائع في قفص،
معلّق بالسّقف،
مليء بالعصافير
وأعتذر لعينيك المغمضتين
عن كلّ مفردات الحبّ التي نسيت أن أُطْعِمها لحرائقك
وأنتِ ترقصين في لهاثي
وأعتذر لأصابعنا و لشحمة أذنك...
تنامين بعد اللّعبة
وأنا.. ككلّ الرّجال العاديّين
بعد أن تَبَوَّلْتُ على أصابعي
وبعد طبق البيض المقلي
أسهرْ
لأؤلّف قصص ما قبل النّوم أقصّها على وجهي
ربّما أقنعه أنّ هذه الابتسامة العريضة، على وجهك، و أنت نائمة
لا علاقة لها ببطل مسلسلك المفضّل
وأنّ أحلامك
لن يدخلها بائع الطّماطم المتجوّل
هذا الذي ينادي على بضاعته، الآن، السّاعة الواحدة صباحا !
هل أخبرتك أنّي لا أحبّ مسلسلك المفضّل
وأنّي أكره صوت بائع الطّماطم
لأنّه يُفْقِدُني تركيزي في عينيك المغمضتين؟!!
أتذكّر جيّدا
أنّك
وقبل أن تنامي
همست لي:
"تصبح على نهدي"
ولكنّ أصابع بائع الطّماطم
كيف
وصلت
قبلي
إلى حلمك
ليكتمل، فيه، كوكب نهدك؟ !!!

هيثم الأمين
تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى