المحامي علي ابو حبلة - عيد. بأية حال عدت يا عيد

عيدٌ.. بأية حال عدت يا عيد = بما مضى أم لأمـر فيك تجديد،
أما الأحبة فالبيـداء دونهــم = فلـــيت دونـك بيداً دونهـا بيـد.
(ابو الطيب المتنبي).

الشيخ "محمد الغزالي" (رحمه الله تعالى) في موعظته بإحدى خطب العيد، تعرض لهموم ومشكلات ومعضلات العالم الإسلامي انطلاقا من: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". كان يصف العلل، ويحدد الأعراض، ويشخص الداء، ويصف الدواء. وكان يقول: كيف لنا أن نفرح وهذه الهموم متراكمة، وهذه المشكلات باقية، وتلكم المعضلات عصية علي الحل؟. مضت سنون.. "وما أشبه الليلة بالبارحة" وإن ازدادت سوادا، وأمست كالحة، وباتت الفرحة غائبة بفعل تفشي خطر فيروس كورونا، وتحدي الاحتلال للعالم العربي والإسلامي بتهويد القدس والأماكن المقدس وسياسة التهويد والضم، الانقسامات والتمحورات بين المسلمين وقد ابتعدوا عن دينهم فنخرت في جسمهم العليل كل الأمراض والعلل وجعلتهم عاجزين عن تلبية أدنى متطلبات شعوبهم وهم اعجز اليوم من الدفاع عن حقوقهم فاستسلموا وهانت عليهم مقدساتهم في القدس وسلم البعض بسياسة فرض أمر واقع يفرضه الاحتلال، في حين ان مواقف الفلسطينيين والأردنيين ثابتة في التصدي لهذه المخططات وتتطلب مواقف عربيه داعمة للخروج من حالة الوهن والضعف العربي والتصدي للمخططات التوسعية الصهيونية نعم كيف نشعر أننا في عيد.. وفلسطين والقدس درة التاج في خطر التهويد والضم، بات العرب في واد إلا من قلة وباتت فلسطين والأردن معا في مواجهة المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي، فهل لنا في فلسطين أن نشعر أننا في عيد وأقصانا، يُهّود بل وسيهدم، بأيدي عتاة المتطرفين المستوطنين المعتدين؟. ويستمر الكيان الإسرائيلي العنصري في غيه وصعوده وتهديده لضم أجزاء من الضفة الغربية، فيما يستمر العرب في هوانهم وصراعاتهم وابتعادهم عن ملامسة أولى أولويات قضاياهم وفي أولويات القضايا فلسطين - كيف نفرح بالعيد.. والتفتت والتشرذم والتباغض والتآمر والحصار والتجويع يفرض على الفلسطينيين تحت مسمى الضغوط وباتت سياسة المقايضة المال مقابل التراجع عن المواقف الرافضة بمعنى مقايضة المال بالقرار السياسي وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، - كيف نفرح بالعيد.. وحال امتنا العربية وقد اعتراها التمزق والتفرق وارض العرب باتت مستباحة من كل الوجوه وباتت أراضي العرب مستباحة من قبل أعدائها وقد استباحوا حرمات السيادة الوطنية. - كيف نفرح، وقد نهض غيرنا ولم ينجح العرب؟. مازلنا لا نجد أجوبة علي ذات الأسئلة: لماذا نجحت اليابان والصين و"نمور" جنوب شرق آسيا، وألمانيا، بل والبرازيل، والهند (بدأت الهند معنا مشروعها النووي في ستينيات القرن الماضي، دخلت الهند النادي النووي وجلسنا علي الباب) ودخلت كوريا الشمالية النادي النووي وحتى إيران على الطريق للنادي النووي ؟؟.

أخيرا نعلم يقيناً أن الخير في هذه الأمة، وأن النصر لها، لكنه مرهون بتغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا:".... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" (الرعد:11). تلك من سنن الله تعالي في كونه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلا[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى