علجية عيش - حديث الصّباح.. اللُّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ

أيها المسلم كن "حضاريا" و لا تكن "داعشيا" في فكرك و مظهرك و سلوككَ

هو حديث لرسولنا الكريم محمد صلوات الله و سلام عليه و آله و صحبه و قيل أنه حديث صحيح أي لا لبس فيه و لا غبار عليه ، و لا يحتاج إلى تصحيح من الشيخ الألباني ، فما المراد من هذا الحديث؟ الجمال في الكلام و الأفعال ، و لا يتوقف الجمال هنا فقط بل يمتد إلى هيئة الإنسان المسلم في شكله و مظهره ، لا يهم أن يكون اللباس باليا رثًّا ، الأهم أن يكون نظيفا و أنيقا، لا يوجد عليه آثار مسح اليدين أو غبار أو آثار الجلوس على الأرض كما نراه عند شبابنا اليوم ( إلا من رحم ربي)، و قد يمتد مظهر الإنسان إلى وجهه و طريقة تسريح شعره و إطلاق لحيته.
343061143_227943116590425_2008233987906619483_n.jpg

كلامي هنا موجه إلى بعض الإسلاميين (و دون تعميم طبعا) الذين يهملون مظهرهم أمام الناس تعبيرا عن الزهد و التقشف و عدم الرغبة في الحياة، و قد تجدهم يقابلون السلطان بمظهر غير لائق ، مظهر لا يليق بمسلم يعتز بدينه، فقد نجد أحدهم يطيل شعر رأسه و يتركه دون تسريح كما يترك لحيته دون تهذيب إلى أن تصبح كثيفة ، و كأنه يعيش في غابة يسكنها متوحشون، هل كان الرسول يطيل شعره و شعر لحيته؟ لا أحد يجزم ذلك، وما نراه هو في الأفلام فقط، و قد تكوّن صورة خاطئة عن المسلمين في عهد النبوة،، و لو كان الرسول على هيئة غير حسنة لما ردد هذا الحديث.

لا نريد هنا أن نغلب المظهر على الجوهر، فالجوهر شيئ ربّاني، هو سريرة الإنسان النقية ، و لكن أراد النبيّ أن يبين للمسلمين أن يظهروا نعمة الله عليهم، فإذا كنا نرى المتسوّل في عصرنا هذا بمظهر حسن، ز يحمل هاتفا ذكيا، فكيف للداعية أو رجل السياسة أن لا يهذب مظهره؟، لقد خلق الله الإنسان فسوّاه و أحسن صورته، ألا يقبل المسلم أن يراه الله في أحسن صورة و بمظهر حسن؟ ، ( و أمّا بنعمة ربّك فحدّث) ليس المظهر أن نرتدي لباسا من ماركات أجنبية، و إنما أن يكون هندامنا مرتب، حسن و جميل، حتى نُظْهِرَ نعمة الله علينا ، ثم أن تحسين الهندام هو تأدب مع الله، أترضى أن تقف أمام القبلة لتلتقي مع الله في كل صلاة و رائحة العرق تفوح منك؟.

ما العيب إذًا لو وضع المسلم قليلا من العطر، و هو يلتقي بجماعة و أين العيب لو عطّر المسلم حتى شعر لحيته حتى لا تنفر منه الجماعة التي يلتقي بها، نعم "إن الله جميل و يحب الجمال" و يكفي أن ننظر الى الطبيعة فهذه الأرض مخضرة، حدائق فيها أشجار مزهرة ، ينابيع و أنهار نسمع خرير مياهها و كأنها موسيقى، أوجدها الله من أجل الإنسان ليزهو بها و يستمتع، و آيات تدل على جمال الخالق و حبه للجمال، فكيف لنا أن نعكس آياته، حكمة الله في خلقه، أيها المسلم التدين و التقوى لا يعني أن تكون مثل الدراويش أو مثل الإرهابيين، أيها المسلم كن "حضاريا" و لا تكن "داعشيا" في فكرك و مظهرك و سلوككَ.

( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) صدق الله العظيم.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى