د. محمد عباس محمد عرابي - التآزر والتكافل مع أشقائنا أهل السودان أمر واجب فهم جزء منا لا يتجزأ!!

من يعش مع أشقائنا من أهل السودان يلمس فيهم الهدوء والاتزان النفسي وحسن السمت، والحكمة في التصرفات، وحسن الجوار، والصمت وقلة الكلام إلا لحاجة، وعدم التسرع في الأمور والاتسام بالحلم والأناة؛ بالإضافة إلى الصفات الحميد ة والسمات النبيلة.

وإنه في ظل الاختلاف في الرأي بين الفصيلين الذي وصل إلى حد الاعتداء، وهو غير مألوف من السودان – وإن كنت غير ملم بأبعاد الاختلاف فأنا غير متخصص في الشؤون السياسية، ولا أميل قط للتحدث فيها، فقط أحث المليشيات والعصابات الخارجين على الدولة الالتزام بمصلحة الوطن وحقن الدماء، والعودة للعقل !!

ومما لفت انتباهي في ظل هذه الأزمة هو نزوح عدد كبير من أشقائنا من أهل السودان لمصر وخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

وانطلاقًا من ذلك فقد قام المسؤولون والمواطنون في مصر بحسن استقبال للوافدين من أهل السودان، وخاصة الضعفاء وكبار السن والنساء والأطفال، وقد ناشد المسؤولون من تنطبق عليهم الحصول على التأشيرة لابد من الالتزام بالأنظمة والتعليمات القانونية ضمانا لسهولة الانتقال والإعاشة والدخول والخروج فهذا أمن وأمان للجميع

كما أن المسؤولين في مصر لا يألون جهدا في تقديم كل التسهيلات وفق النظام وما يمليه الواجب في مثل هذه الظروف من تآزر وتساند وتكافل.

فالتآزر والتكافل مع أشقائنا أهل السودان أمر واجب من مؤسسات الدولة المختصة في مصر الشهيرة بذلك الأعمال، ومن هذه المؤسسات: الأزهر الشريف، والأوقاف والشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني وخاصة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الشهير باللمسات الإنسانية لذوي الحاجة والعوز، يعاونهم المقتدرون من رجال الأعمال.

وتسهيلًا وحفاوة لمزيد من التسهيلات اقترح ما يلي:

*استقبال أهل السودان على الحدود المصرية بأسوان وإعادة تأهيلهم من صدمة ما حدث

*حصرهم واستقبالهم وفق اللوائح والتعليمات المصرية والأنظمة والتعليمات القانونية، وتوزيعهم على المحافظات بمصر وعدم التكدس بالقاهرة فقط، وتوفير المسكن والمأكل والحياة الإنسانية فهم جز منا لا يتجزأ.

*متابعة شؤونهم وصرف راتب شهري لغير القادرين منهم ليعيشوا في وطنهم مصر حياة كريمة كسائر أهل السودان الذين يعيشون في مصر الآن.

وختامًا لنقرأ بهدوء :الحديث النبوي الشريف : حديث أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ

حفظ الله السودان وشعبها الطيب المسالم من كل مكروه وسوء، وجزى الله مصر (قيادة وشعبا) على ما يقومون به من حفاوة وحسن استقبال.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى