أمل عمر إبراهيم - أيها الغريب

أيها الغريبُ ذو الضفيرة الشقراءِ وحذاء راعيَ البقر..
دلفتَ للمقهى مثل ريحٍ مفاجئة
و حركتَ ركود المكان
تحملُ في يديكَ الورودَ الكثيرة
منحتَهُم جميعاً وردةً وردة ..
وتلك السمراءُ القابعةُ في الركنِ منحتها إثنَتين
نظرتَ في عيني بصمتٍ، تجاوزتني، كأنك لم ترني
منحتَهم الفرحَ ومنحتني الحزنَ ورحلت
رُغم أني الوحيد من كان ينتظرُ في شغفٍ وردة
جميعهم ساهون في جهازٍ محمولٍ أو هاتف
أو فنجان قهوة ٍ ساخن
أو كتاب
تركتني مشدوهةً أتَتَبَعُ خطواتَك تغادرُ المكان
آهٌ للأسى
عصف بروحي مثل خبرٍ عاجلٍ حزين من بلدي البعيد

أيها الغريب
أرجوك..
عُد للحظةٍ فقط
تأملَ حزنيَ الناعمَ يهوَّم في ظلال المكان
ألمَسَ براحةِ كفِكَ كتفيَ العاري ، وأمنحني وردة
أخبرني بأنك آسف
بأنني سهواً سقطتُ عن حفلةِ الورود
بأنه خطأً غيرِ مقصود

أدرِكُ أنه أمرٌ بالغَ الغرابة
بأنني سخيفةٌ
هشةٌ و سهلةُ العطبِ لدرجةِ أن يحزنني غريب
يجعلني أكتبُ قصيدة
أتقلبُ في وجعي و ابكيَ
..
لكن كلَّ الفلسفات يستعصي عليها أن تُفَسِر
حزنَ امرأةٍ جارف
تجاوزها غريبٌ ،لم يعطها وردة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى