عبدالعزيز فهمي - معي ومعك...

المعية ترتيل الألفة في متاهات الحاجة
والكتابة هوية متافزيقية
لأن الحبر توأم البحر
لا ينضبان
توحي الكلمة للكلمة سر الحرف
فتتكاثر
تخبر موجة شاردة شطا منهكا بالذكريات
تخبره بمكامن الخلاص
لا تهدأ...
المعية درب تمشيه الأماني
فتتيه
تحتاج لترتيب حديقة الانتماء
أنْ تصل الوضوح بالوضوح
أنْ تفصل الغموض عن الغموض
كي يجد البدء نغمة البدء الأولى
ليبدأ من جديد
لكن اليقين لا يرتاح من مخالب الشك
ومن سيوف الزمن
كلما تعدد الماء
استوطن قلاع السراب
وتبخر
فتبكي الصحراء عنوسة الرمل
هناك هنا
هنا هناك
الصمت ولادة من فراغ
والكلام انتحار أمام حقيقة الأشياء
لا مسافة تعرف مسافتها
إليها
تحتار كل الجهات
كلما شرق الصباح من فنجان الكون
كلما اغترب الليل في لباس درويش
تتجمع الكلمات أمام سوق الحيرة
فيولد السؤال من زغب الدهشة
تغتم الأجوبة
ويختنق الممكن في المحال
شيء آخر لم يكن في الحسبان
شيء آخر لم تدركه الأديان
لاذ الغد بالأمس
والأمس بأمسه
ظل اليوم في حيز البين بين
مرة معك
مرة معي
لا آنَ لنا معا
نحلم بدوام اللحظة
لم ندرك أنها من سلالة زئبقية
فأتعبَتنا أحلام الكينونة
وأتعبتنا أوهام البقاء
انتظرنا طويلا
أن يلوح منْ ننتظَرُ في الضباب
كبسمة الشمس
لم نتعظ
بعد كل هذا الانتظار
لم نتعظ
هرمت الأعين
خفُتَ النبض
لم نتعظ
لسنا من حجر* لكي لا نتألم
نحن من طين
لاشيء يبقى معي
لا شيء يبقى معك
فأي جدوى لما معي
وأي معنى لما معك...؟؟؟؟
عزيز فهمي/كندا

*
ما أطيبَ العيشَ لو أن الفتى حجرٌ
تنبو الحوادثُ عنهُ وَهْوَ ملمومُ
(تميم بن مقبل)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى