هشام حربي - ما ليس يفنى

النار ميزانٌ قديمٌ ، والبرودة قلبه ، لا أنت ظلٌ للسماء ولست للأرض الفضاء ، فهل ستبقى دائما في كل منتصفٍ ، بدايةَ عائدٍ ، أو منتهى ، لتظل ومضاً ضاحكاً ، قد لا يبيح سراجه للعابرين، ولا يُجفف قطرة الدمع التي فاضت ومرت ، هكذا يتأرجح الميزان بين الحزن والفرح الذى مازال يشهق دهشةً مابين دمعٍ ، هكذا يتولد النوار في كفيكَ من نارٍ تناثر بوحها بالرملٍ وانفرطت عقودُ الهمس تبكى ، هكذا يرفو القديم جراحه بالحزن ، ينشر عطره بالنار ، فانزل أيها المفتون ، أدرك زهرة الحزن القديمة قبل متن ذبولها ، فالورد يضحك ، والغزالةُ لا ترى الصياد حين تبدلت أدواته ، ورمى استعارته عليها ، كيف أدركَتْ المجازَ بسهمه والصوت يصفر في الهواء ليصبغ الدم لحنه ، فيضوع هذا المسك من حمّى مجازٍ لم يكن سهماً بعينَىْ شادنٍ - ويفوح مس الظاهرية هاهنا - والياسمينة أرسلت أغصانها ، هل كنتَ فيها ساكناً أو عائذاً ، مازلتَ تنشر ذلك القمر القديم وترتجى أن يرجع العشاق عنك بزهرةٍ ذبلتْ وفاتَ قطافها ، لايعرف المحزونَ مثلك ، هاهى انتشرت على أكتاف من جلسوا ، تكفكف دمعها ، و رأى المجازُ أريجَها ، والحزن يُزهر بهجةً فيها ٍوينشر عطرها للقادمين ، وأنت ترفلُ في جلالِ الوجدِ ، تنظر زهرةً من ياسمين ، فهل ستحفظ عطرها في خلوة بالرحل ، قد كتبتْ على قارورة ( ماليس يفنى ) ، أنت تعلم ما أصاب الزهر حين سقيته فرحا فمات الفيلسوف ، وأنت تعلم أن بعض الحزن أصفى حين يرفع من رحيق الزهر عطراً ، قُلتَ سوف تدسه في الرحل بين حقائب الفرح المُجفف ، قد يحط عليه عصفورٌ وينقر نقرةً ، مازلتَ ترجو أن يُشيع لفائف الفرح التى أظهرتها ، ليظل حزنك عاطراً في القلب

.................. هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى