عبدالكريم هداد - وضاعَ أيضاً...!

شذرةُ خاتمِ أمي
بقايا وشمٍ سومري
من مجرةِ الإخضرار
لم أجدْهُ
حينَ قَبَّلْتُ يدَها
بعدَ مفازةِ غياب وخيبات
ها هو زمني
لا يتنفسُ النهار
والندى خوف
في عُتمةِ الذبول
دونَكَ التيه
حتى آخرَ ما تراه
خيطُ أفقٍ هو ذلك
لا يرتقُ سرابَ الرؤيا
وإنْ منحكَ الفلاسفةُ جميعَ دفاترِهم
ما منْ مُستطاعٍ للهروبِ بجلدِكَ
خارجَ إيقاعَ النشيدِ المدرسي
ونفير الأبواقِ النحاسيَة
إنَّ الدمعَ لا يدرءُ قذى التراخوما
وغبارُ الطرقات لن يدفنَ البارود...!
صَدَعوا رؤوسَنا بالهتاف وتعدادِ القتلى
الحروبُ صَدأتْ فوقَ متاريسِها وهي تتكرر
وعُلِقَتْ صورَ الآباءِ في مخيلةِ اليتامى
سقطَتْ حروفَ النوتات من سلمِ فرحِ التجلي
وتحلّقَ الموتى حول مائدةِ الموتِ
يؤكدون الوفاة في السجلات المنسية
من بعدِهم لم يبقَ من التبغددِ شيئاً
هاهي أوتار العازفِين تخلوا منها، وبإصرار
ضاع عنوان القصيدَة
وضاعَ أيضاً مفتاحَ بيتي – بيت أبي - ...!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى