د. محمد عباس محمد عرابي - التعليم وقوة الاقتصاد ( سنغافورة وكوريا الجنوبية أنموذجًا )

تعد دولة "سنغافورة" وكوريا الجنوبية من أقوى النمور الأسيوية التي نهضت وتقدمت اقتصاديًا، ويرجع السر الأكبر في تحقيق ذلك إلى اهتمامها بالتعليم وتطويره، فنجاح التعليم في سنغافورة وكوريا الجنوبية سر تقدمهما

لذا سيدور هذا المقال حول نلامح التعليم الذي أدى إلى قوة الاقتصاد في سنغافورة وكوريا الجنوبية من خلال محورين :



المحور الأول: التعليم في سنغافورة:

يرجع تقدم التعليم في سنغافورة إلى ما قامت به سنغافورة من أجل تميز وتطوير التعليم حيث قامت بما يلي:

خصصت سنغافورة للتعليم خمس ميزانية الدولة فكان سبب تقدمها وتميزها وتفوقها حيث كان المخرج التعليمي قوى بشرية وكوادر ذات خبرات عملت بقوة على نهضة اقتصادها حيث كان رأس مالها الحقيقي هو "الإنسان "

وهذا يجعلنا نتساءل ما ملامح تطوير التعليم في سنغافورة؟

بداية يُعد نظام التعليم في سنغافورة في مقدمة الأنظمة التعليمية في العالم وتتمثل ملامحه فيما يلي:

* الهدف من التعليم:

*الهدف الرئيس للتعليم في سنغافورة: "بناء وتنشئة وإعداد المواطن والإنسان السنغافوري، بحيث يكون عنصرا قادرا على المساهمة في تطوير مستقبل وطنه سنغافورة"

*تكوين أجيال من القوى العاملة المدربة والمؤهلة أكاديميا، وتمكين الشباب الخريجين من الالتحاق بسوق العمل.

* الاهتمام بالتكنولوجيا والتجارة والاقتصاد مع الاهتمام بالانتقاء والجودة:" والتكنولوجيا"

*رفع قدرة التعليم العالي على التأقلم مع رهانات التنافسية العالمية بحيث تكون سنغافورة مركزا دوليا في التعليم، وتجذب ويأتي إليها أكبر عدد ممكن من الطلبة الدوليين.



*المحور الثاني: الإجراءات العملية لتحقيق الأهداف:

*التطوير المستمر لمعاهد التعليم وتوفير تجهيزات وبنية تحتية متطورة.

*إعداد المعلمين وانتقاؤهم:

* حسن إعداد المعلمين المتميزين الأكفاء. وإعداد الأساتذة المتمكنين اللذين يسهمون في صقل المواهب وتنمية القدرات.

*جعل رواتب مهنة التدريس أعلى من المتوسط الوطني للأجور، نجح النظام التعليمي في سنغافورة، وهو ما جذب أفضل الخريجين للعمل به، وانتقاء وتطوير أفضل المواهب.

*دعم المعلمين وتطويرهم، وتتم تولية المدرسين أصحاب الأداء العالي مسؤوليات قيادية.

*انتداب المعلمين للقيام بأعمال تخص سياسات التعليم في سنغافورة

*المناهج وطرق التدريس:

الاهتمام بتطوير المناهج وبناء نظام وطني سخي للمنح الدراسية، وهو ما يمكن أفضل الطلاب من الاستفادة من التعليم في بعض الجامعات العالمية الرائدة.

* تطوير طرق التدريس، واستخدام استراتيجيات التعلم النشط.







*كيفية إعداد المتعلمين:

* تنمية مواهب المتعلمين وصقل قدراتهم. والتحلي بالمرونة الكافية التي تمكن المتعلمين من توظيف كامل إمكانياتهم

*تزويد المتعلمين بخبرات ومهارات متعددة يحتاجون إليها في المستقبل ومهارات حياتية تمكنه من التعامل مع مستجدات العصر.

*استغلال طاقات المتعلمين للتعلم بشمل أفضل وباستمرار

المحور الثاني: التعليم في كوريا الجنوبية:

يرجع تقدم التعليم في كوريا الجنوبية إلى ما قامت به كوريا الجنوبية من أجل تميز وتطوير التعليم حيث قامت بما يلي:

*حسن اختيار المعلمين :

الاهتمام بالمعلم المتميز حيث تقوم كوريا الجنوبية بحسن اختيار المعلمين فأفضل 5% من الخريجين المتفوقين يدرسون طلاب الابتدائية .واعتبرت الحكومة والشعب مهنة التعليم من المهن المقدسة ،لذلك استثنت الحكومة المعلم من أداء الخدمة العسكرية ،وفي حالة التحاقه بها عند الضرورة فإنه يلتحق بدورا خاصة لتأهيل وتخريج الضباط .

* الاهتمام بالتعليم المهني :

*يعد التعليم المهني أحد الموارد البشرية التي تغذي الصناعة بالقوى العاملة الفنية حيث يلتحق بالتعليم المهني 35%من الطلاب، وربما يلتحق بعدها الطلاب بالكليات التقنية أو الجامعات لمدة تتراوح بين سبع سنسن وأربع سنوات.

*ويلتحق 90%من خريجي التعليم المهني مباشرة بسوق العمل في حين يتابع 10%دراستهم العليا.

احتلت كوريا الجنوبية المرتبة الأولى عالميا منذ عام 2005م بصادرات بلغت قيمتها 7و17مليار دولار وبحج تصنيع يوازي 9.3 مليون طن، وفي عام 2006م حققت الصادرات الكورية من السفن 22.1كليار دولار لتحتل المرتبة الأولى وبمعدل تصنيع يوازي 10.90مليون طن .

المرجع :

مجلة المعرفة ،العدد 164،ذو القعدة 1429-نوفمبر 2008م(ملف كوريا الجنوبية ص 6 :ص42)

التعليم في سنغافورة


- صحيفة القبس : 5 أسرار لنجاح سنغافورة في الاستثمار بالتعليم

13- مايو 2017م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى