د. محمد عباس محمد عرابي - الحديث عن (الطريق إلى كريشنا) للدكتورة سناء الشعلان في رأي الأستاذ عباس حسن (نجاح السرد ومميزات الأسلوب )

كتاب (الطريق إلى كريشنا)رحلات في كشمير والهند رصدت فيه الكاتبة الدكتورة سناء الشعلان (بنت نعيمة) عدّة رحلات إلى الهند، بما في ذلك من مشاهدات ورصد وتعليقات.

* وكتاب (الطّريق إلى كريشنا) فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرّحلة/ الدّورة الحادية والعشرين، فئة (الرّحلة المعاصرة: سندباد الجديد)، الجائزة الأولى، للعام 2022-2023

والكتاب من القطع المتوسط يقع في 370 صفحة وصدرت الطبعة الأولى 2023عن دار السويدي للنشر والتوزيع بأبي ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة

وفيما يلي ملخص نص ما عرضه عباس داخل حسن للكتب والمنشور بموقع ديوان العرب

البحث عن السّعادة في جبال الهملاليا:

* بحثت الرّحّالة سناء الشّعلان عن سر السّعادة في جبال الهملاليا يقول الأستاذ عباس داخل حسن :"أنّ سناء الشّعلان سعتْ بإصرار إلى ملاحقة أصغر التّفاصيل المكانيّة بما تحويه من نشاطات إنسانيّة وكائنات حيّة، ثم قشّرتْ كلّ ما هو فائض درءاً الحشو أو الإطناب دون نسيان ما بالهند من تنوّع لا محدود، الأمر الذي يفرض على الرّحالة الشّروط المُتعارف عليها في أدب الرّحلات بحذافيريّة كبيرة بتسجيل مشاهداتها بصدق ودقّة واختيار أسلوب خاصّ، وتشكيل خطابها الرّحليّ المختلف بما يتلاءم مع غرائبيّة القارّة الهنديّة وعجائبيّتها؛ إذ كانت وستبقى محطّ أنظار الرّحالة والانثربولوجيين منذ قرون قد خلتْ.

ثراء الرحلة :

فقد كانت رحلة الشعلان رحلة علميّة ثقافيّة، حيث تحدثت عن أهمّ الجامعات الإسلاميّة في الهند النّاطقة باللّغة العربيّة وعدد كبير من أساتذتها وشعرائها وطلبة العلوم، مما جعل الرّحلة ذات آفاق إبداعيّة ووجدانيّة أرحب، ولم تغفل جغرافيّة المكان البعد الرّئيسيّ للرّحلة، ووصفت أهم أدقّ التفاصيل العمرانيّة والجغرافيّة والأثريّة.

أسباب نجاح الشّعلان في سرديتها الرّحليّة "أمّ بطبوطة تصلّي في جبال الهيمالايا" ومميزات أسلوبها :

تتمثل هذه الأسباب والمميزات فيما يلي :

*الغوص بعمق المجتمع الهنديّ:

-حيث قامت الشعلان بالتقاط بعض درر الهند الفريدة ، وما يحيط به من غرائبيّة وحكايات عجيبة إلى حدّ الخرافة والفنتازيا، و كانت الكاتبة ضنينة على القرّاء بتدوين رحلاتها المتعددة للهند بقدراتها اللّغويّة المعروفة بتفرّد صورتها بإحساس ومشاعر غاية الرّوعة والصّنعة بروح محلّقة بثقة العارف لوجهته وغاياته المعرفيّة والإنسانيّة.

*الحديث عن كفاح الكشميريين:

فقد تحدثت الكاتبة سناء الشعلان عن الوهم التّدميريّ للدّيمقراطيّة المزعومة، وعن الوهم التّدميريّ للعولمة على الهويّات الثّقافيّة، وتعميقها الهوّة الطّبقيّة بين شرائح المجتمع الهنديّ الذيّ تترسّخ به الطّبقيّة الاجتماعيّة والدّينيّة بفجاجة إلى حدّ السّخط.

وتحدثت عن أماكن الهامش وتخوم المناطق الفقيرة.

وصف "الأشيرون:

وبينت أنه نهر في جهنّم" من خلال التركيز على قاع المجتمع إلى أعلى هرمه وعاداته وأعرافه التي لا زالت مستحكمة وقائمة على الرّغم من بشاعتها، لاسيما ضدّ الشّرائح المهمّشة والنّساء على وجه الخصوص، وهي عادات بالية ومهترئة لا تؤدّي وظيفة اجتماعيّة، أو وظيفة ثقافيّة، لكنّها تُمارس بحكم العادة المستبدّة والجندرة المفرطة والطّبقيّة، إلى حدّ تجاوز الحدود التي لا يتخيّلها الإنسان المعاصر.

الغوص في تفاصيل التّفاصيل:

غاصت الشعلان في تفاصيل التّفاصيل كما هو وقوفها عند " تاج محلّ" ذي قصّة الحبّ الشّهيرة، ونقلت القصص بوجدانيّة وشغف؛ لأنّ القارئ بات يعرفها بوصفها أثراً ووجوداً مكانيّاً قائماً وموجوداً ومعروفاً في مشارق الأرض ومغاربها .

و حاولت الشّعلان من خلال كتابتها السّرديّة في فصول غاية الرّوعة في التّصوير "الهند متحف البشر والمعمار" و"ألف طبق وطبق"، وعيد بعد عيد"، و" الأحمر بالأحمر والبادئ أجمل"، ونقلتْ مشاهداتها المدهشة بدقة وبحذاقة.-حاولت تحقيق سعادة المتلقي

*شعرية اللّغة :

ورأينا رؤية الشغلان المختلفة في الالتقاط الإنسانيّ والعلاقات التي تنشأ على هامش الرّحلة.

*الكتابة بروح محبّة:

ويعد اختيار الشعلان وتضميناتها للنّقول والعطوف من شعراء الهند العظماء والمتفرّدين بتصوّفهم وبتجاربهم الذّاتيّة في عوالم غير مألوفة، تعد إضافة جماليّة ومعرفيّة تفتن العقول، وتجد طريقها إلى النّفوس بيسر وسهولة.

الغناء :

قامت الدكتورة سناء الشّعلان بالغناء مثل "غناء القوالي الموسيقى الكلاسيكيّة الصّوفيّة الهندوستانيّة في بناء ألحانها، وارتجالاتها الصّوتيّة المرنة والمتفرّدة التي يصدح المغنّون بها

*التميز في العرض :

عرضت الشّعلان مدونة رحليّة بصبغة مميزة عن الذين قاموا بزيارة الهند والكتابة عن عوالمها وفتنتها وليس سهلا أنْ نفهم التّعارضات النّاتجة في الحياة الإنسانيّة للهنود المترعة بالعجائب والغرائب المرتبطة بالثّقافات والعادات المتوارثة عبر أجيال وأجيال منذ زمن قديم .

توظيف تقنيّة المونتيف لتسريع السّرد:

قامت الدكتورة سناء الشعلان تنويعاتها القرائيّة والبصريّة الغائرة في المكان، وتوظيف تقنيّة المونتيف منفردة ومتّحدة من أجل تسريع السّرد مشاركة القارئ في التّحليق لاكتشاف عوالم الهند الغريبة والعجيبة.

المراجع :

عباس داخل حسن، «الطّريق إلى كريشنا» للدكتورة سناء الشّعلان (بنت نعيمة) الثلاثاء ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٣

ديوان العرب - منبر حر للثقافة والفكر والأدب

وينظر :



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى