محمد أنمار حجازي - يا فاطمة..

يا فاطمة
أنت كأي مدينة مغرورة
يحق لك أن تصمتي أمام أسراب القبل التائهة بيننا
وأنا لست مثاليا بالحب
لكني أعرف أن المدن العصية على البوح
قد تترك كلماتها كقبلة على الجبين
وكلما حاولت
أن أحبك كأي امرأة من مقام الزيت وسلالة التين
ستكون كلماتك زلقة
وسيكون اسمك حبلا سريا
ممتدا بين ضفتين
وسأبدو غريقا في تساؤل العبور
وأنت يافاطمة
كأي امرأة تخشى تقلب الفصول
ستستريحين عند أول قصيدة
من تعب الكلام
ستفكرين مليا بالانتحار غرقا
ولن يكون صعبا جدا أن تؤمني بي
لأنني سفينة مهترئة
لذلك ستركبين معي اذا طفح الماء
أيتها المرأة التي تحوي من كل نوع تغريدتين
و يخفق وجهها بابتسامات كثيرة
أسرجي لي كي لا ينتصر الماء
على المجاديف
كي لاتبدو القصائد مراكب للعبور
وما إن نبتسم حتى تدير الكلمات ظهرها لنا
ولأنك امرأة مغرورة كما ينبغي لك
ستحاولين الموت بأقل الخسائر
وكحلول وسطى اقترح
أن نتورط بجريمة ما
فالمرء يتعب من البحث عن أصابعه وهو يفكر في قتل نفسه
وأنت كلما ابتسمت
انكسر وجهك عن سر امرأة بالغة العتمة
ولأنك من فصيلة الدوالي الناضجة جدا
فأنا سأخفي سرك
عن كل العنب الذي تجاوز الأربعين
وبكل أنقاضي وكلماتي الهشة
سأكون آيلا للسجود
أمام عتباتك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى