د/محمد عباس محمد عرابي - الواسطى أسيوط (ومفخرة التعليم في القرية من نصف قرن وإلى الآن) شاهد على العصر

في مقالات سابقة تحدثت عن قرية الواسطى أسيوط تلك القرية المثالية في كل شيء بعائلاتها المرموقة وبرجالها العظماء وسيداتها الفضليات وأبنائها وبناتها ذوي الأخلاق الفاضلة النجباء؛ أقول ذلك فخرًا واعتزازٍا، لا مجاملة ومباهاة.

فقرية الواسطى أسيوط سارت منذ فجر التاريخ على الدرب السليم في كل شيء وخاصة في الاهتمام بالعلم والتعليم فمن أبنائها الفلاسفة والعلماء والحكماء والساسة وأساتذة الجامعات ورجال القضاء والسلك الدبلوماسي والقادة والمعلمين والأطباء والضباط والمهندسين ورجال الدعوة والأوقاف المشهورين بغرارة العلم والأخلاق، والمزارعين المخلصين والتجار الصادقين، ورجال الأعمال الناجحين ...... فهي قرية ولادة حقًا للعظماء

وفي هذا المقال أقول كشاهد على العصر لتاريخ الواسطى أسيوط في التعليم تحت عنوان (ومفخرة التعليم في القرية من نصف قرن) الفترة التي تعلمت فيها ما نصه:

منذ نصف قرن، ومنذ نعومة أظفاري رأيت اهتمام جميع أهالي القرية الكرام بالتعليم، ورأيت ثمار ذلك والمخرجات الطيبة، وإعداد الكوادر الوطنية في شتى المجالات مما جعلني أتساءل ما سر تميز قرية الواسطى أسيوط في التعليم؟

ويمكن القول في ضوء ما عشته، ورأيته بنفسي في هذه القرية العظيمة أن سر نبوغها في التعليم معلميها وخاصة المعلمين من رجال القرية العظماء العوامل التالية:

*إخلاص أبناء قرية الواسطى المعلمين في كل التخصصات وخبرتهم الكبيرة في التدريس وتفانيهم في العمل والحرص على التميز فيه.

*الإدارة القوية للمدارس واتسامها بالحزم والانضباط والشهرة الطيبة.

*البساطة في العمل بعيدا عن التعقيدات الروتينية التركيز على الكيف لا الكم، وجودة المخرجات، وتطوير العمل في ضوء ذلك

*ربط التعليم بالبيئة المحلية وصنع الوسائل التعليمية من البيئة المتاحة فكنا نعد الوسائل التعليمية كثيرا بأيدينا.

*ربط الدروس التعليمية بالحياة في كل المواد الدراسية.

*تفعيل أسلوب الثواب والعقاب بالطريقة التربوية السليمة؛ مما ساهم في تحفيز المتفوقين لمزيد من التفوق، وتفعيل الخطط العلاجية لعلاج أي تدني في التحصيل لأي مهارة تعليمية في أي مادة دراسية .

*طول العام الدراسي وكان العام فصل دراسي واحد ساعد ذلك المعلمين من تقديم التغذية الراجعة لكل الدروس والاهتمام بالمهارات الأساسية، وتحقيق التعلم حتى الإتقان.

* اليوم الكامل في التدريس والاهتمام بحصص التقوية داخل المدرسة وأذكر ونحن في الشهادة الابتدائية كانت حصة التقوية تبدأ قبل بدء طابور الصباح بساعة، وحصة التقوية الثانية تبدأ بعد العصر لقبيل العشاء.

*المعاملة الوالدية من المعلمين للطلاب واحترام المعلمين احترامًا كبيرًا، ومازالت كلمة سمعتها من قرابة نصف قرن من معلمي حينما سأله آخر (رحمهم الله ) ما مستوى أولادك (يقصد طلابه )فقال له أولادي كلهم ممتازين ،ولله الحمد .

*حرص كل من المعلمين والطلاب على التميز في ظل التنافس المحمود.

* الحرص بدروس العملي خاصة في حصص العلوم والمجال الصناعي والزراعي والاقتصاد المنزلي.

*تطبيق استراتيجيات التعلم الحديثة والوسائل التقنية المتاحة وفق الإمكانيات في ذلك الوقت.

*الاهتمام بالأنشطة والزيارات الميدانية والرحلات والمسابقات مثل: الدوري الرياضي والمجال الفني والقراء الحرة في مكتبة نادي القرية، والتدريب على تنمية المواهب كل وفق مهاراته وقدراته.

*المتابعة المستمرة من الأسرة والمدرسة للطلاب تعليميا وسلوكيا.

* اهتمام المعلمين بتقديم التعليم التفاعلي ومشاركة الطلاب في العملية التعليمية والتدريب على التعلم الذاتي والبحث وتفاعل الطلاب مما ساهم في بقاء أثر التعلم لديهم طوال العمر، فأنا أدين بالفضل للمعلمين الذين علموني في هذه القرية العظيمة في ذلك.

*الشراكة المجتمعية واهتمام عظماء القرية وكبار رجالاتها بتميز التعليم في القرية، وتقديم الدعم السخي والتبرع بالأراضي لبناء المدارس النموذجية، ورصد المباني منذ القدم لتعليم أبناء القرية منذ بدء المدارس النظامية.

*الاهتمام بالقدوة والقيم في التعامل فالكل يبتعد عن الخطأ اقتداء بمعلميه.

عوامل وعوامل كثيرة متميزة هذه خلاصتها من وجهة نظري وهناك عوامل كثيرة أخرى ساهمت في تميز التعليم بالواسطى أسيوط وما ذلك إلا نماذج لهذه العوامل أدام الله تميز الواسطى أسيوط في كل المجالات، ووفق الله أبناءها لمشاركة الوطن في التنمية والازدهار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى