هند زيتوني - اعترافات أنثى..

نثرثرُ كثيراً نحن النساء
ونظنُّ أن الصمت قد يتحول لوحشٍ كاسر
نعالجُ امرأةً صامتة بملعقتين من سكّر النميمة
نعلمها بأن الحياة مدرسة كبيرة وعليها أن
تكون مجنونة من الطراز الأول
لتتقن فن الرقص مع الحياة
الكلام بحرٌ
يغرق فيه العشاق برفّة رمش
يبنونَ قصوراً في الهواء
وغرفاً من الوهم
الأحلام طيورٌ حرة ،تلعن القيد والظلام
أصعدُ
إلى رأس جبل
لأرى الحياة من الأعلى
أغلقُ عينيّ
لأحلم بشكل مختلف …
أريد أن امتطي قطار الليل
و أتحول إلى نجمة لامعة
أُلمّعُ افكاري القديمة
والتهم الكتب الممنوعة من النشر
مازلتُ أذكر
في طفولتي رسمتُ الوجوه الكئيبة لأعلمها الضحك
في سنّ المراهقة تعلمت فن القبل
والسير على حبال الكذب
أوّل الحُبّ
كانت قبلةٌ سرقها مني ابن جيراني واختفى
أحببته كما أحببت أغاني إديث بياف
وذرفت دموعاً كثيرة
كدموع جاك بريل وغنيت معه
لا ترحل .!
في سن النضج
اتسعت حدقتيّ كثيراً و بدأت أقرأ
وأنمو بلا حدود
صعدت بجرأةٍ
على سلم الشعر والكلمات
في سن الثلاثين رقتني أمي
لأتخلص من آفة القراءة والكتابة والشعر
في سنّ الأربعين تسكّعتُ على جسر العنوسة
وأقلعت عن الثرثرة
ولم يعد يريدني أحد .!

هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى