ناصر فولي - معركة الجن وامرؤ القيس.

خرج الملك النعمان ابن المنذر في أحد الأيام للصيد واصطحب معه شعراؤه وهم عبيد الأبرص والأعشي ابن قيس وطرفه ابن العبد وامرؤالقيس وانطلقوا يصطادوا وذبحوصيدهم وقاموا بالشواء .فقال الملك النعمان يامعشر الشعراء من يقول بيتين من الشعر علي من نحن فيه .فقال امرؤ القيس

لمن دمنه بين المجرة والقمر خلاء من الاصوات ففر من الأثر

نحل بها زهر النجوم وتارة تحل بها الشمس المضيئة للبشر

وقال طرفه

لن يعلم ما يأتي به القدر وليس ينجي الفتي الايقاظ والحذر

المال زين لمن يعطي وغايته والظهر فيه صفاء العيش والكدر

وقال الأعشي ابن قيس

قد تبين أهل الرأي والعبر أن النساء لها اللذات والعطور

فليت شعري وجهلي ما سألت به هل يقتل الحب ام هل ينفع النظر

وقال الابرص

الليل لليل والنهار نهار والأرض فيها الماء والأشجار

ونحن لدي ملك كريم جده يسوي لنا كبدا ويوقد النار

وهنا قال الملك النعمان لمرؤ القيس ماكنت اظن ان احد الشعراء يغلبك حتي الساعة فغضب امرؤ القيس غضبا شديدا

وساروا في طريقهم في وداي عبقر في منطقة تسمي السدير فقطع عليهم الطريق جني برجله وعاق القوم علي المسير ففزعوا فزعا شديدا واقشعرت الابدان فسأل الملك عن امرؤ القيس فقالوا لقد تخلف عنا فوقفواينتظرونه حتي وصل. فقال الملك ياامرؤ القيس تقدم ،فتقدم وصاح بالجني فأتاه في صورة إنسان وسأل الجني امرؤ القيس ،هل أنت من الشعراء الاربعة قال نعم فمن أنت قال أنا عمرو الجني قال ما تشاء ياعمروقال مناظرة و مناضلة الشعراء قال له امرؤ القيس اي القوافي ڜئت قال الجني ،

هل شاعر جدل والقريض لنا يجيز بيتا لناجيدا علي الواو

فاغتنم الفرصة امرؤ القيس وقال للمك اين شعراؤك أبرزهم فاليوم والله ستسبين اخبار الرجال .

فقال الملك ياطرفة تقدم فقال طرفة اصلح الله الملك لا طاقة لي بمجادلة الجن ،فقال الملك ياأعشي تقدم فقال أعشي اصلح الله الملك لا والله ولا أنا فقال يا عبيد تقدم فقال عبيد لا سبيل لي في ذلك.

ثم نظر إلي امرؤ القيس وقال تقدم ياامرؤ القيس، فتقدم فقال للجني أبيت واحد أم عن كل واحد من اصحابي بيت

وقال الجني أن أتيتني ببيت فذلك الذي سألت وان أتيتني لكل واحد منهم بيت فتلك الطامة الكبرى.

فقال امرؤ القيس أنا أجيز لكم بيتا فأعربه

أن الذي يذريني خائن غاوي

امضي لحاجه نفسي غير مكترث ولا أبالي نباح الصائح العلوي

فأشار بيده للمك تعريضا له بماكان له من تفضل عبيد عليه ثم امرؤ القيس،

الناس شتي ونبت الأرض مختلف منها الغضيض ومنها اليابس الزاوي

أجزتها والذدحج الحجيج له اني كريم واني شاعرراوي

فقال خلي عن الطريق ياعمرو فقال الجني لا والله حتي افرق قلبك فقال امرؤ القيس والله ما انت بقادر علي ذلك فقال الجني بمخبري بما أسالك عنه قال سبني عما بدا لك وسأله أكثر من عشرين سؤال فأجابها امرؤ القيس كلها ، فقال الجني اذهب فلك الغلبة في الكلام فأنا أشعر الجن وانت أشعر الانس والجن ولكن هلم فأصارعك فأينا صرع صاحبة حكم فئة ما يشاء. فقال امرؤ القيس نعم فاصطرعا فأذا بالجني قاعدا علي صدر امرؤ القيس فقال يأامرؤ القيس اني أنف أن اقتل شاعر مثلك ولكن لن تنجو مني دون أن تقول ثلاث ابيات من الشعر علي ،لا وثلاث علي الشين،

وانا علي صدرك

فقال امرؤ القيس

طلبت يسيرا فأنا أتيك بها ثم قال.

علمت متي ولدت والموت لا

وفي السماء رزقكم وفي الأرض لا

ورأيت وجوها ومثل وجهك لا

فقال هات علي الشين فقال .

رحلت عني بلا تنفيش عجت دهرا من الخفافيش

إذ طرن وليس لهاريش

فخلا عنه الجن ومضي في طريقه مع الملك .

المراجع كتاب مائة قصه وقصة للصالحين وايضا جمهرة العرب
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى