هشام حربي - أطوف خلف النافذة .

فى كلِّ يومٍ أستغيثُ
وكلُّ يومٍ ليسَ تَعنى ما تَبادَر للعيون
فليسَ من لغةٍ سأطرحُها مساءَ اليومِ
أفتحُ دهشةً وأطيرُ خلفَ غُيومِها
ولعلها تَهمِى وأعنى رُبما قد ترتدِى وطناً
ولاأعنى بهِ وطنى فأرضِى فى سياجٍ لايلينُ
ولكنى أطيرُ مُحلقاً فى حشرجات القبلة الأولى
وأزعم أن طيراً من هشاشةِ موقفى سيحطُّ
ليسَ لكى يساعدَنى
ولكن الهواءَ يَرينُ فى الأعلى
فيهبط كى أزودَه ببعض تجلياتٍ كنتُ أنسجُها
وليس يظن ظانٌ أننى مازلتُ محتفظاً بها
فطزاجةُ الإيقاعِ مازالت تؤلف هذه الأسراب حولى
والهشاشةُ بعضُ مايغرى كواسرها ليهبط
مرةً أمسكت صقراً
ظل ينظرُ لى وأنظرُ علَّه يرجو وكنتُ أهم بالطيران
فاستلقى وأومأ لى لأذبحه
يقول الطير : فى يومٍ ستنتظر الكواسرُ دَورَها
ولعل ترتيب الأنامِ لمطلعِ الشمس ابتداءً بالنهار
أزاح زهوَ الليل ، بل جعل النجوم تظل ساهرةً على بابٍ يئنُ
وما بالليل من صلفٍ ستكسره وأنت تجر كرسياً
لتجلسَ فى قبالة باب غرفتها
وتسمع قطرة المصل التى تهوى رتابتها
وتنتظر ابتسامتها وأنت تطوف من خلف المقام
وتنظر علَّ طيرأ يفتديك
ويقطع الأميال
تلتقطُ المسافةَ هل ستقطعها بوادرُ ثورةِ اللغةِ
انطلاقى من مكانٍ والهواء مشبعٌ بالعجز
يفتح كُوَّةَ الدرويش أم سيمد جفنى باتساع الوقتِ
أبصرُ كفَّ أمى ، كيف أغسلها بدمعى
والمسافةُ بيننا تزدادُ حين أشقق الأسماءَ
همسٌ يستطيل الآن ، أسمعهُ
ولكنى أرددُ ما ستنقله الطيور

....................................
هشام حربى
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى