أ. د. عادل الأسطة - لا رغبة في الكتابة

قبل شهرين تقريبا رأيت نور الدين تيسير العارضة . أطلق مركز يافا في مخيم بلاطة حفل إشهار ديوان أخيه الأسير أحمد العارضة ، وشاركت بمداخلة وكان نور حاضرا . تبادلنا عبارات قصيرة ثم افترقنا .
لم أكن أعرف عنه الكثير أمس قرأت رسالته الأخيرة التي كتبها إلى أسرته قبل ارتقائه وصديقيه منتصر بهجت سلامة وسعد ماهر الخراز .
عرفت أنه متزوج وله طفلة وزوجة شابة . ترحمت عليه وفكرت كثيرا في أمر كثير من الشهد؛ء في هذا العام . أكثرهم أزواج وآباء ، وكنت من قبل خربشت حول هذا .
اليوم في الثالثة فجرا صحوت وخربشت ثم تجاهلت المنشور ، فأغلب الظن أنه كان سيثير عاصفة ويسبب لي مشاكل كثيرة .
أعتقد أن ظاهرة إقبال الشباب المتزوجين الآباء في الوقت نفسه يجب أن تأخذها الفصائل بالحسبان جيدا ، فهناك آلاف الشباب العازبون المستعدون أيضا للتضحية .
أهو جبننا نحن الذين في السبعين من أعمارنا ؟ أهو ما يدفعنا للتفكير بهذا ؟
في أوروبا ، في الثمانينيات ، صار الطلبة الثوريون الذين أسهموا في انتفاضة الطلبة في ١٩٦٨ ، في أوروبا صار هؤلاء الطلبة الثوريون يسخرون من الأجيال الشابة الجديدة التي تدعو إلى الثورة . يومها قال الجيل الجديد " لا تثق بمن هم فوق الأربعين " ، وأنا في السبعين .
في روايته " الجهة السابعة " يكتب كميل ابو حنيش عن زميل جامعي له رفض الانضمام إلى التنظيمات والمشاركة في النشاط السياسي ؛ لأنه يحب الحياة ، فمات في حادث سير ، وكثير من ضحايا شاتيلا وصبرا وغيرها من المخيمات الفلسطينية قتلوا دون أن يشاركوا في أي نشاط .
شخصيا أنا حزين ، علما بأنني أكرر البيتين :
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت بأرض سواها
ونسيبنا عدنان بعارة استشهد في نابلس عن اثنين وسبعين عاما لمجرد وجوده في المكان ، فلم يكن يحمل السلاح .
البقاء في فلسطين أيضا مقاومة .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة

٢٧ / ٧ / ٢٠٢٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى