منقول - في معنى النّدم..!

في معنى النّدم..!
ضمن الأنشطة الثقافية والفكرية لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، قدّم الأديب عبد الفتاح كيليطو، هذا اليوم الجمعة 23 أبريل، محاضرة قلّب فيها "تجربة الجاحظ" على أوجه أخرى مختلفة ومتجدّدة...
وكتمهيد للمحاضرة، قرأ الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي ورقة لامس فيها، بأسلوبه الدّقيق والكثيف، علاقة كيليطو بالأدب والتي أسماها "الكتابة بلسان مفلوق"..
وردت في ثنايا حديثه إضاءة صغيرة استوقفتني : ماذا وراء هذا العنوان "في جوّ من النّدم الفكري"؟ ما هو هذا النّدم الذي استولى على كيان الأديب حتى اختاره اسما لآخر كتبه؟
اعتذر الأستاذ كيليطو عن المساهمة في كتاب جماعي ذي شأن يتناول رواية "التربية العاطفية" لفلوبير. تأسّف الباحث الإيطالي المشرف على الكتاب قائلا إنّه كان يترقّب أن يقدّم كيليطو مقاربة خاصة للرواية.
جاء في الكتاب "كلام يثلج الصدر، أن يكون ما تقول، ما كان يمكن أن تقول، ما لم تقل، فريدا من نوعه. تبيّن لي فيما بعد ما قد يكون المقصود، أنّني سأمنح مسحة، لنقل عربية، للرواية، نغمة مستطرفة مميّزة، لا يمكن أن يأتي بها إلاّ قادم من ثقافة مختلفة،غير أوروبية، من لغة الضاد. ولمّا سمعتُ قول الأستاذ تملّكني شيء من النّدم على تردّدي وإحجامي، وإلى اليوم أحنّ إلى هذا العمل الفريد النّادر الذي لم أنجزه وليست لي أدنى فكرة عن مضمونه ومحتواه" (ص71 ـ 72)
هنا عقّب الأستاذ بنعبد العالي قائلا: "كأنّ كيليطو هنا يندم على تمزيقه لأوراق تحضيره لدروسه في الأدب الفرنسي "لم أحتفظ بما ألقيتُ من دروس ، فما إن تنتهي الحصّة حتى أمزّق أوراق التحضير، لم يبق أيّ أثر لسنوات من الكلام الأكاديمي."(ص70) ويتبيّن أنّ القادم من ثقافة مغايرة يمكنه أن يلقي بعض الأضواء على ثقافات أخرى وأنّه لو كتب عن الرواية الفرنسية من موقع مغاير ، فإنّه كان سيمنحها مسحة عربية."
ّلكن فات ما فات.
أسيران للأمنية نحن،
والطيور بعيدة." (أنبئوني بالرؤيا، 2011، ص109)
أعلى