عزيز معيفي - غمغمات الإغيلي الأخير

للجسد نبض ،
ونبض الأرض يُوقِع لحن الجنائز
مادت الأرض، والأبصار شاخصة
ترقب شقوق الروح
تحكي أزمنة الخوف..
كان الجبل ملاذ الطيور الجريحة،
منفى الأحلام
وكانت الأرض تؤجل نَفَسَها..
إلى متى والأنفاس مؤجلة
والعناصر تَكتُم صرختها؟؟
وذاك الجبلي
لقرون غافل القهر
سهِر الدهر
لكن الأرض غَضْبَى..
هذا الشتاء لن يستوي "أحيدوس"*
سيدثر الثلج حارسات النار..
لن يلبسن بياض الحداد
وستطفئ الأشباح آخر شمعة في الشمعدان..
كم رويت للأحفاد ملاحم التهجير
أصررت على صبّ نور الشمس في الأقداح
وتقديم وهجك للأرض
غير ان ما للأرض للأرض
وما للسماء للسماء..
وبينهما هزج موال الانكسار..
لماذا استويت على ناصية الأطلس
جراح "المْحلّات" وشوم على جبهتك
وانتظرت موعد الارتحال؟
لماذا استجرت بقعقعة الصخور
وأويت إلى قلب الصهارة
تسترضيها،
وتتلفّتُ إلى منابع الغدر؟؟..
.. وزفرت الأرضُ
والإغيليُّ الأخير لما ينه غمغماته بعد..
عصف النسيان،
بعد خبو الظلال
وطوّح بالجسد،
قبل أن يطمره غضب الزلزال..
الهوامش:
الإغيلي: نسبة إلى إغيل وهي القرية التي كانت مركز الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز.
أحيدوس: رقصة أمازيغية.
المحلّات: جمع امْحَلّة وهي عملية الزحف العسكرية التي كانت تقوم بها السلطة المركزية على القبائل في تاريخ المغرب.

عزيز معيفي
مهدية 11 / 09 / 2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى