د. سيد شعبان - جناية شاعر

لو كان النقد مجاملة وقرابة لمات الإبداع عند أول بادرة، تلك مقالة تستوجب أن نضع تحتها خطوطا عراضا وألا نمر دون أن تسترعي الانتباه، لعل العارفين بمقالتي يدرون خلفية ما أستدعى أو أكتب؛ معاذ الله أن أكون موقظ فتنة أو أنفخ في جمر يوشك أن يخمد، مجال الإبداع يتسع لكل ذي قريحة يخلص لفنه، ولا يحتاج شهادة عدول أو غيرهم؛ وحده الصدق في التجربة والثقافة الواسعة والتجديد وبراعة الصياغة، حاولت أن أترفق فنالني العسف والجور، ولي قلم - علم الله- يمسكه رئي من الجن أو فارس يصول في عجاج ولا يغمد حتى ينال من غريمه؛ لكنه الوفاء لمن أعرف وجمعتني به محبة، ليكن لمن أراد بغيته، فما كانت الجامعة حكرا على من تسنم مقعدها، شاءت إرادة الله ألا أكون أحدهم؛ لكنني سعيت ولو كانت الريادة جامعة ما تركها شاكر ولا اكتفى بها طه حسين.
معركة دارت حول التجديد في الشعر العربي في زمن نحتاج التجديد في كل شيء؛ أن تتحرك المياه الراكدة وأن نتخلص من تلك العوالق التي اختزنها النهر فأزكمت، وعطن المشرب وفسدت الحياة الأدبية، كنت داعية التجديد وصاحب المنزع السردي الذي ورث أعلامه ولم يعش في جلباب آبائه؛ وما كنت غير ابن رجل يعارك الجبل بمعوله فيحيله حدائق ذات بهجة؛ ثم يغمزني من أصفيت له الود وتلمست فيه زمالة التجديد وبراعة التصوير؛ أكان يرضيه أن أكون له البوق ينفخ به في كل واد أنني الشاعر الفرد والآتي بما لم تستطعه الأوائل؟
هﻻ طالعت ما كتبه الرافعي في العقاد أو زكي مبارك في حناية أحمد أمين على الأدب العربي؟
وما إخالك تجهل الحوار الأدبي حول الشعر في العصر للمبدع أ.د أبو الأنوار، لكنك تعجلت فهدمت، وأخذت محبك بغير ما قر في ذهنك أو ظننت به غير ما به!
إنه التجديد في الأدب العربي الذي أصيب بالعلل القوادح.
هل يرضيه أن أكون في عطفه؟
أو أثني عليه؟
ما كان النقد وصاية ولا جناية ولكنه القول الفصل في قضاء تجلله الموهبة ويصونه الإبداع، لك ما تهوى غير أن لغيرك قلمه؛ ومن ألف فقد استهدف؛ فحين يكون القول لابد من ميزان حق؛ وإلا كنا نخبط خبط عشواء أو نتأبط شرا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى