د. إيمان بوطريعة - تهزئين بالمدن.. يا غزة!

(في البدء كان مْحمّد، وكانت الشظية)

تجيئين يا غزّة

تشقّين الروح

تنهيدة ثكلى

آه يا غزة

مغطاة بالبكاء

على جسدِ المتوسط،ِ

تسرين كالرعشة

*

أيها البحرُ

لست نفسَك هذا المساء

مسكونا بالرغبة

*

آه يا غزة

أيتها المترددة بين الحرائق

شفتك تنزف الرماد

تتدثرين بالغواية

تمتزجين بالدهشة

تهزئين بالمدن، يا غزة

أنت أكثر جرأة من أن تكوني مدينة

أيتها المجردة من الأوصاف،

الكلية المعنى

*

آه يا غزة

-أحبه

- منذ متى؟

- منذ الشظية

*

يقول: تعالي إلى قلبي

يقول قلبه: ابتعدي، أنا المنفى

*

-كيف يمكن أن يكون صدره برتبة وطن وقلبه منفى؟

*

آه يا غزة

-أحبه

- حتّام؟

- حتى آخر القصيدة الموشومة على ذراعه اليمنى

*

يقول: من أين لي بقلب لم يمسسه حزن كي أحبك؟

أقول: أعطني حزنك كله،

وكل الرماد

أعطني قلبك بلون المآتم،

وهاك قلبي لم يتسنّه

*

أيها البحر

لست نفسك هذا المساء

مسكونا بالرغبة

-لامست ساقيها،

لامست ساقيها،

حبيبتي غزة

***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى