نجوى عبدالجواد - أنا طير في السما

شكلك عاشق.

من سنين. هي الحبيبة وبعدها أمي وأمل.

يربت على كتفه: مستعد؟

مستعد.

جهز نفسك

جاهز يا فندم.

لحظة الصفر اقتربت

تمام يا فندم.

يمر فوقهم سرب من الطيور يضحك مصعب: سأصحبكم بعد قليل، من الآن صار لي جناحان مثلكم!، أنا مثلك أيها الصقر بل أفوقك لقد رسمنا جناحينا بدمائنا، وصنعناهما من حديد منازلنا التي دمرت فوق رؤوسنا، وزيّنا الطائرة بصورة أطفالنا الأبرياء، بأي ذنب قتلوا أيها العالم الذي فقد إنسانيته؟! ، بأي ذنب؟!

مازلت تحدث نفسك كعادتك.

لم نجد من يهتم لحالنا فركنا إلى أنفسنا. يا إلهي إنه صوت أمل !!

يلتفت جهة الصوت في ذهول أمل، حبيبة القلب ونور العين، وبسمة الحياة، أنت هنا؟! كيف يا مهجة القلب وقد حملتك بين يديّ من تحت الأنقاض وجريت بك أصرخ أنقذوا أملي، أنقذوا أملي ولا مجيب وأنطفأ نور الحياة بعدك يا زهرة الحياة. تركتني في هذه الحياة الموحشة ورحلتِ، ألم نتعاهد يا أمل أن نبقى سويا ونغادر سويا؟ لماذا خالفتِ يا قرة العين؟

ليس باختياري لقد حانت لحظتي، أما أنت يا أسد بلادي فمازال لك دور على هذه الأرض المباركة.

سوف أحلِّق يا أمل، سوف نحلِّق، لقد صار لنا جناحان!

جئت في صحبة الملائكة لنصحبكم.

ملائكة! أين هم؟

لن تراهم فمازلت على الأرض أما أنا فروح تركت أصحابها في الجنة وجاءت لتصحبك لحظة الفتح.

لم أتزوج ولن أتزوج بعدك يا أمل حتى نلتقي في الجنة.

تبتسم أمل.

أتذكرين فستان الزفاف الذي اخترتيه ولم نملك ثمنه.؟

نعم، كم من مرة ذهبت أنظر إليه وأتخيل نفسي بداخله وأسير بجوارك لنزف إلى بيتنا الصغير.!

إنه لديَّ في البيت يا أمل!

تنظر إليه مندهشة.

بعد ضرب حينا رفض صاحب المحل بيعه وأرسل إليك أكثر من رسالة: أيتها العروس لو مازلت حية، الفستان في انتظارك. لو مازلت حية فهو هديتي لكِ لن أبيعه أبدا لغيرك.

وأخذت الفستان وصار ونيسي وجليسي وكاتم أسراري. واستغنيت به عن نساء العالم أجمع.

تنظر إليه أمل نظرتها تلك المملوءة بالحب كما كانت تفعل في الدنيا.

يتحرك الموتور، وترتفع الطائرة الشراعية شيئا فشيئا، ويرتفع مصعب ليكون رفيق الطير. لم يعش لحظة سعيدة كهذه حتى مع أمل! تبتسم أمل اهجم يا أسد بلادي سدد الله رميك.

هبوط جماعي، يصحبه اقتحام بري للمعبر! يدخلون راجلين وفوق الدراجات والعربات البسيطة، مفاجأة للعالم كله! الخطة تنفذ بدقة، يعرفون أين يضعون أقدامهم، يهجمون ويأسرون، لحظات يخلِّدها التاريخ! البعض يعود بالأسري والغنائم، وآخرون باقون يقاتلون دون أرضهم. الروح المعنوية في السماء، الهجوم معجز ومصعب يشعر الآن أنه عريس يزف إلى عروسين: أرضه وأمل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى