مصطفى معروفي - مقبرة ناعمة

ما أخشاه ـ فعلا ـ حصلَ
لقد حامت أسراب الطير صباحا
فوق مدارته
أشعلت الجوَّ صداحا
لم ينشطر الرجل كما كنت أظنُّ
بل ارتقب الريحَ تميل إليهِ
لتعطيه منسأة
ترشد قدميه إلى دالية تقع اليوم
على هامشها مدنٌ دافئة الأبراج
وتمتاز مراياها بإحصاء الأوجهِ للمارَّةِ
أثناء القيلولةِ
أو أثناء نزول الأطفال الدّالِّ
إلى الميناء
ليكتشفوا ساحله الممتدّ على
كتف الشمسِ ،
عبرتُ سديم رخامي
أشفقت على الحجر البارز من
عرنين الجبل
وقد مدَّ يد العونِ إلى الليلِ
لقد أدهشني أن لاينتبهَ إلى
هاجسه المرعبِ
أن يقرأ طالعه
ويقارنه بفراش يظهر أحيانا
وهْوَ يلبسُ مقبرة ناعمة...
نمتُ البارحةَ
تذكّرني الحلْمُ فجاء سريعا
لكنّ سريري لم يتركْهُ يمرُّ
مخافةَ أن يدخل رأسي
ويفجّره بحزام ناسفْ.
ــــــــــــــــ
مسك الختام:
يــريني ســلوكاً فــيه ألمح زيفهُ
صداقته لي يعتري كنهها اللبسُ
أنــا كــل يــوم منه أزداد حيطةً
وأرثــي لــه مادام يُعوِزه الحسُّ














تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى