مصطفى معروفي - لن أستنيمَ إلى الماء

وراء خيام القبيلةِ
تنشطر الريح قسمينِ
قسم يحب الغدير
وقسم يقود البروق إلى بلد
حاضنٍ للنبوءات
يكثر من إقامة أعراسه خاصةً
في الطرقاتِ ،
أنا عند منتصف الجهة المستديرة
من ثبَج السهْبِ
كنت أعاين أشكالهُ
ذات يوم مضى يشرئبُّ إلى النوء
حتى لقد خلته يتطلع نحو مرَاثٍ غاصّة
باحتمال وجيهٍ لكل مآلاته
ولكل سبيلٍ تؤدي إلى حتفهِ
رحتُ ساعةَ أبصرته فاقع اللونِ أسألُ:
كيف وهْو غداً سيكون حنيذَ الوجاهة
صار صليباً؟"
وعند المساء التفتُّ إليهِ
ملأتُ يدي ببهاء النخيلِ
وبالحجر الرائع القدِّ
من بعدِ ذلك آليْتُ أن أحذر الخطوَ
لو هوَ خاطرَ بي في فم الوقتِ ،
لن أستنيمَ إلى الماء
ولو في دمي صار يبني بروجا
يخص بها الهاجرةْ...
بلبلٌ حاذق حطَّ في الغصن
لملمَ أنفاسه
وارتأى أن يؤجّل طقس الغناء
إلى الغدِ
خشْيَةَ أن يوقظَ الطينَ
في أسفل الشجرةْ.
ــــــــــــــــــــ
مسك الختام:
والــشعرُ إن يُــقرأْ بلا حسٍّ فما
منه سوى الخيباتِ يجني قارئُهْ
فانظرْ تجدْ ذا الصنفَ من قرّائهِ
فــيه عزوف عنهُ بل هوَ شانئُهْ





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى