د. خالد محمد عبدالغني - التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضية.. في ذكرى رحيل مصطفى صفوان - عرض وتحليل

لا يحتاج مصطفى صفوان لكنية أو لقب يضاف إلى اسمه كـ لاكان العرب أو المحلل النفسي العالمي ، فهو دال بذاته على نفسه، ولقد كنت أحد مجموعة قليلة استقبلته بمطار القاهرة ليكون رئيس شرف المؤتمر الدولي الثالث حول العنف والإرهاب الذي نظمته الجمعية المصرية للتحليل النفسي ورابطة المحللين النفسيين العرب من 31 أكتوبر – 2 نوفمبر 2008 وما إن تراه إلا ويستقر في عقلك ووجدانك انه قد أُعطي بسطة في العلم والجسم والعمر والصحة، ومن قبل ذلك اللقاء كنت عرفته من خلال مصادر أربعة هي أحاديث العلامة حسين عبدالقادر عنه وهي أحاديث دائمة، وترجمته لكتاب تفسير الأحلام لفرويد وترجمته لمقال في العبودية المختارة وترجمته لمسرحية عطيل لشكسبير، ثم تكررت المتابعة بعد ذلك في أشكال شتى ، وفيما يلي عرض وتحليل لبعض كتبه.
ففي هذا الكتاب( ) يحاول صفوان الإجابة عن سؤال هو : "ما الذي يمكنني قوله عن التحليل النفسي، بعد أن جعلتُ منه نشاطي الرئيسي خلال ما يزيد عن ستين سنة؟". ومن هنا يقدم إجابته التي بدأها بدراسة وتقويم لدلالة "الحركة الفرويدية" وخطورة استعمال كان لفظ "حركة" التحليل النفسي ومن تبناها، بدءاً بسيجموند فرويد الذي أقام نظريته وكان يراها كثيرون حوله ومن بعده أيضا أنها "حركة"، ثم كان موضوع الانشقاقات التي حدثت للجيل الأول من المحللين.
ومن هنا كان صفوان شديد الحملة على مأسسة التحليل النفسي وتعثرات تكوين اللجنة السرية والرابطة الدولية للتحليل النفسي وما صاحبها من مشكلات وبخاصة مسألة تكوين المحللين من ناحية ومن ناحية أخرى ذلك الموقف المتمايز من ممارسة التحليل العامي الذي يقوم به غير الأطباء، ومن قبلها تكوين اللجنة السرية التي ضمت الأوائل الكبار من المحللين النفسيين والذين بدأت بهم حملة الانشقاقات الأولى، ويبدو صفوان في هذا الكتاب شديدا مع فرويد ومن محاولاته لتلك المأسسة وقيامه بدور الأب وتحويل التحليل النفسي إلى عائلة يوصى فيها بتولي المسئولية لأحد الأبناء، وظل يبحث كثيرا عن ولي للعهد من أمثال يونج وغيره، وكذلك من مواقف فرويد من بعض المحللين الرواد من أمثال فرنزي ورانك وغيرهما كما ناقش طرق المنشقين في العلاج بالتحليل النفسي وأسباب انشقاقهم ، ورغم ذاك الهجوم ضم الكتاب من ضمن قضاياه المهمة قضية اللاوعي، الذي يصفه صفوان بقوله : " أنه عالَمٌ واسع يتجاوز أهمية وحجم عالم الوعي بأضعاف، فالجزء الواعي في الإنسان ما هو إلا قمّة جبل الجليد، التحليل النفسي المعتمد على اللاوعي علاجاً ناجعاً بل علماً من نوعٍ جديد ابتكره فرويد"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى