محمد الأمين جوب - سيرة أخرى لابن نوح

يَمْشِي إِلى اللهِ طِفْلاً
لَمْ يَجِدْ لُغَتَهْ
وَحَيْثُ لاَ جَبَلٌ يُؤْوِي
بَنَى ثِقَتَهْ
وحيث لا حول للإنسان
ثار عَلَى أَقْدَارِهِ
ليُوارِي المَوْجُ فَلْسَفَتَهْ
تَمْشِي إِلَى أَيْنَ يا هذا على حذرٍ؟
أراكَ مثلَ نبيٍّ خان مُعجزته
مَا زَالَ يَرْكُضُ نَحْوَ الأَمْسِ
مُسْتَبِقًا أَيَّامَهُ
فسّر الجُودِيُّ مُعْضِلَتَهْ
"ذُو مِرَّةٍ، واسْتَوَى فِي الحُزْنِ جَوْهَرُهُ
وَظَلَّ يُتْعِبُ فِي اللاَّوَعْيِ حَنجَرَتَهْ
قَالُوا لَهُ:
كُنتَ عُصْفُورًا
على جهةٍ غربيةٍ..
ولجوع باع أجنحته
وكان يحفظُ دُورَ الحُبِّ..
يسرُدُها ذكرى فذكرى
وظل الشوق مملكته
سَكْرَانَ يَقْطِفُ وَرْدَ العُمْرِ مُحْتَرِقًا
للآنَ يَرْفَعُ كَالجُدْرَانِ أَخْيِلَتَهْ
يا ربِّ ثمةَ في الوجدانِ أسئلةٌ..
لطائرٍ في الحنايا
لم يجد شفَته
يَتِيهِ فِي دولةِ الأيامِ مُحْتَرِسًا
بكل شيء
وَلَمْ يَفْضَحْ لَنَا صِفَتَهْ
شَيْئَانِ فِي قَلْبِهِ كَمْ يَعْرُجَانِ بِهِ
إِلى الخَيَالِ الذِي لَمْ يَكْتَشِفْ سَعَتَهْ
كُلُّ الدَّرَاوِيشِ مَرُّوا
فِي الزقاق مَعِي
فَجْرًا
وَما فرشوا للصُّبْحِ أَشْرِعَتَهْ
أبيتُ خَارِجَ أَنحَائِي
وقد هَرَبَتْ ذَاتِي إِلَى الرِّيحِ
دَربي لَمْ يَجِدْ جِهَتَهْ
فَارْكُضْ بِدَمْعِيَ نَحْوَ العُشْبِ
يَا ابْنَ أَخِي كُن حَافِيًا
كَيْ يَرَى البَدْئِيُّ آخِرَتَهْ
كَأَنَّنِي وَطَنٌ يَعْدُو إِلَى وَطَنٍ
وَقَدْ أَضَاعَ دَلِيلُ الوَصْلِ
بُوْصَلَتَهْ
ما زِلتُ أحْمِلُ سِفرَ الحُبًِ أقرؤه
على الوجود ولن أغتال معجزته!!

محمد الأمين جوب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى