علجية عيش - إسرائيل تريد عزل فلسطين و لابد من مخطط لمجابهة التحدي الإسرائيلي

خبراء استراتيجيون : لماذا اختفت إيران بعد أن أظهرت رعونتها؟

هناك نقطة غامضة في مسار الحرب، و لا شك أنها تخفى على القيادة العسكرية الصهيونية والأمريكية، ولكن حدوثها شيء محير تمامًا، قد تكون لصالح المقاومة، وقد تكون ضدهم، وتصبح المقاومة في وضع جد حرج لا يمكن تصوره، هذا ما استنتجه خبراء استراتيجيون و منهم الخبير الاستراتيجي الضابط ( س. س) بعد الأحداث التي عاشتها المنطقة العربية وهي تشهد التحرك الجذري في جوف المجتمع الذي أصبح ينادي بثورة عربية تغير مجرى التاريخ

يقول هذا الخبير أن القصف الإسرائيلي على غزة درسا ينبغي ألت يُنسى، لأن إسرائيل تريد عزل فلسطين و لابد من مخطط لمجابهة التحدي الإسرائيلي، فقادة كتائب القسام أدركوا حقيقة وجود نقطة غامضة في مسار الحرب، كأنهم عرفوا أن هناك شيء ما يدبر ضدهم، فاستبقوا ذلك عبر تحريك الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، المجهود الرئيسي لعمليات القوات الخاصة الصهيونية يركز على الضفة، وقد تتدحرج الأمور في الأيام القادمة لمزيد من تشتيت القوات، يقول الخبير الاستراتيجي ( س .س) و هو ضابط سامي أن إقرار الهدنة الإنسانية في غزة، و التي يتم فيها إدخال المساعدات وكذلك نزوح السكان من شمال القطاع إلى جنوبه تحمل إشارتيْن، الأولى: أن الحرب ستطول أكثر مما هو متوقع، و الثانية: العمليات البرية العسكرية الصهيونية ستكون بطيئة نسبيا، و على الفلسطينيين إعادة قراءة التجربة التاريخية التي عاشها العرب عام 1948، و العمل بمشروع عقد ميثاق عسكري بين الدول العربية المشتركة على عملية الهدنة، و حول مقاطعة من يدعم الكيان و حربه على غزة، ‏من هي أحق دولة بالمقاطعة الفعلية؟.

يجيب هذا الخبير و يقول أن قوة ألمانيا في صادراتها ( خمسة تريليون يورو) ، و قد دفعت لإسرائيل 81 مليار مارك تعويضات عن المحرقة، وبعد طوفان الأقصى ارتفعت المبيعات العسكرية الألمانية 10 أضعاف لإسرائيل، كما أن وزيرة الخارجية الألمانية ترفض الهدنة في غزة، و هي تعمل على ترحيل من يؤيد فلسطين، و المقاطعة ستؤلمهم ( أي الألمان) ، و لذلك قامت وزيرة الخارجية الألمانية حظرت نشاطات حركة حماس، وكذلك شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى المؤيدة للفلسطينيين، و صنفته في قائمة الإرهابيين، و ذلك بحجة نشر دعاية معادية لإسرائيل ومعادية للسامية، بالنسبة لإيران وأذرعها في المنطقة يقول ذات الخبير أن المقاومة في غزة تُخطئ حين تتشبث بإيران وتفقد مجدها، وتفعل ذلك لهوى في نفسها لا غير، فحسابات المقاومة سياسية بامتياز ولهذا لا تحسن قراءة الوضع الجيوالسياسي وهذا أحد أخطائها منذ زمن طويل، يقارن المتحدث بين تصريحات إيران الآن و تصريحات مصر.


و في تحليله يؤكد أن إيران أظهرت رعونتها ثم اختفت، أما مصر فقد أظهرت ضبط النفس وتعمل على إنهاء الصراع بأخف الإضرار، ثم أن رؤية مصر لا تقوم على استغلال مآسي الناس، بل على واقع معقد جدا تعرفه كما يعرف أحدكم زوايا بيته، أما عن الجزائر فشعبها لفرط حماسته يدعي لو أن الجزائر كانت مجاورة لفلسطين لكان الوضع مختلف تماما، ذاكرا مثاليْن: الأول: تعرضت ليبيا لعدوان خارجي مرتين، في الثمانينات، ثم في الألفية الثانية، ولم تستطع الجزائر التدخل ولا فرض رؤيتها فضلا عن نصرتها، الثاني: الوضع في الساحل، فالجزائر لا تستطيع حلّه حلا نهائيا ولا تستطيع التخلف عن المقاربة الأمنية الغربية التي تقتضي الشراكة في مكافحة الإرهاب، صحيح أن الجزائر منعت مجالها الجوي للاستعمال العسكري الفرنسي ضد الجماعات المسلحة في مالي ولكن لم تمنعه من نقل الجنود الجرحى في تلك العمليات العسكرية!

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى