سكينة شجاع الدين - تأملات

الحرف المنحرف عن مساره.

الساقية.... التي تحفر طريقها باجتهاد ؛ فتسلك دربها بثقة.

الشجرة ....التي تشبك أغصانها
لتلتف حول خاصرة الوقت
الوطن الذي يقلم أظافر الوجع حينا وحينا يقضمها ملتهما لها .

المعلم.... الذي نسي من فترة
أن يقترف جريمة الشبع .

الفقير.... الذي حطم توقعات أكبر إحصائية لمنظمة حقوق
اللامبالاة.

المرأة ....التي تجر جدائل خيبتها كلما بقرت بطن صندوق يحمل لها بقايا نزف .

الفتاة.... التي تحمل بين أهداب
ابتسامتها بريق لا يجرؤ على تعقب أثرها .

الشاب ....الذي يربي لحيته عله يجد فراغا يدلف إليه ليعقد
معه صفقة أخرى للخواء .

أروقة المدينة.... التي يسكنها النزف منذ عقد من الجثث مجهولة الهوية .

الحنين ....الذي يرزح تحت
وطأته كلب العاقل الشخصي
وهو يطارد صيد رفيقه السمين .

السيجارة.... التى تشعل في أعقابها الرغبة نفس تلو آخر
حتى يهم بها فتنطفئ شوقا دون هوية .

الأم ....التي تخيط على ماكينة أشواقها شغفها لأبنائها
حتى يزهو أريجهم وتسحق صحتها مع كل عبق يتنفسوه
لتصغر هي ،ويكبرون ؛
آملة بشيء من السذاجة ،
أنه سيرفع هاتفه الخلوي
ليطمئن على جنته التي تمشي على الأرض؛
فتموت كمدا ، وانتظارا .

الحزن ....الذي خيم على قلبها ليلة أصيبت بوعكة كانت تظن أنها سترتدي إحسانهم لكنهم
أهالوا عليها تراب اهمالهم الذي أصابها في مقتل.

الخريف..... الذي دقت نواقيسه
على قارعة الترقب
كلما مر على شجرة ذابلة
دك حصون أوراقها بريح عابثة
تلفها في الهواء كزوبعة
لا تهدأ .

البحيرة ....التي تواطأت معه سرا
لتنحسر على نفسها؛ فيكتمل
أصفرار النهار على ربوة الغروب .

النهار ....الذي أدرك حجم الكارثة؛ فغير مسار بوحه؛ لتكون ليلته القمرية على مشارف ليل
انبثق ، فجأة من خمائل الوجع .

الودق... الذي يعتني بالحياة
تراجع عن الدعم .بحجة أنها
مؤدلجة لاتسير في خطا واضحة نحو الذبول .

الحب... الذي قدم إعتذارا لعدة جهات ،على قواعد العشق الأربعون ..التي صادرت مالديه من خيبات .

سأنتظر بزوغ الفجر حتى أدثر
كل هؤلاء ...بجدائل الشمس التى تمنحهم لحظات من الدفء، والخشوع تحت خيوطها المتساقطة أملا متجددا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى