حسين عبروس - شاعر شمس الطفولة "سليمان العيسى "

****
عندما التقيت أول مرّة في الجزائر الشاعر السوري الكبير "سليمان العيسى" أكبرت تواضعه، وجميل محبته للجزائر، وقد لمست في نبضاته دفء المحبة للطفولة،وهو الشاعر الطفل الذي علّمته القرية" النعيرية"في لواء الأسكندرونة الذي استباحته تركيا عن الوطن الأم سوريا عام 1939،لقد تعلّم من تدفق جريان نهر العاصي أسرار الجمال،وحفاوة الطبيـــــعة الساحر التي رشحته بأن يكون شاعر الجمال فيآن الكريم وهوابن السابعة من العمر،وكــــــان ذلك في عام 1929،كما دفعه والده الى حفظ الشعر العربي القديم ،وحفظ المعلقات حفظا جيداأكسبه ثقافة عربية أصيلة،وقد اشتغل بالتعليم فترة طويلة، بعد تخرجة من دار المعلمين العليا ببغداد،وقدأصبح عميدا للمعلمين.،وقد شاركته رفيقة دربه الدكتورة ملكة أبيض العيسى،وسندته في العديد من تنقالاته الى اليمن التي عاش بها فترة طويلة من الزمــن،ومـن أجمل ماعرف عن الرجل أنّه ظلت يتابع تفاصيل ثورة التحريرالجزائرية ،ويكتب عنها،وقد جمع أشعاره في ديوان أسماه " ديوان الجزائر" طبع سنة 1993 بالجزائر.
وعن توجهه للكتابة الشعرية للأطفال،يقول: بعد نكــــــسة العرب في حـــزيران من عام1967 أدركت ذلك الفراغ الفادح في تقافتنا العربية التي لم تعط الطفل حــــــقه في الإبداع ،اخترت خوص التجربة بكلّ جمالياتها الطفولية،"منذ عام 1967 واصلت حياتي الشعــريّة مع الصغار، عشت معهم، وغنّيت معهم، ورافقتهم في مدارسهم، وفي حفلاتهم،وطرحت شـعاري المعروف: دعوا الطفل يغنّي، بل غنّوا معه أيّها الكبار“.، وقد نقل للأطفال تربته الحياتية والسياسية،والفنية
والتربوية، لأنهم فرح الحياة،ومجدها الأبدي في المستقبل...وقد كتب للطـــفل كما كتــــب للطفلة
بلغة سلسلة سهلة ندية رائقةبألفاظ عذبة،وبأسلوب طفولي جميل،وهذه بعض نماذج شعرية من
"ديوان الأطفال" حيث يقول:
نشيد مَامَا
****
مامَا مامَا يا أنغامَا
تَمْلأ قَلبِي بِندى الحُبِّ
أنتِ نَشيدي عيدُكِ عِيدِي
بَسمةُ أُمِّي سِرُّ وُجُودِي
أنَا عُصْفُورٌ مِلءَ الدّارِ
قُبْلَةُ مامَا ضَوْءُ نَهارِي
أفْتحُ عَيْنِي عِنْدَ الفَجْرِ
فأرَى مامَا تَمْسحُ شَعْرِي
أهوَى مامَا أفدِي مامَا
شيد بابا
****
بابا بابَا يَوْمُكَ طابَا
دُمْتَ ربيعًا دمتَ شَبابَا
لِي ولأجْلِ الْوَطنِ الْغالِي
يَعْملُ بابا دُونَ مَلالِ
بابا يتْعبُ حتَّى نَكْبَرْ
نَبنِي نحْنُ الوطنَ الأكبرْ
وطني الأكْبَرْ وطني العَرَبي
ضاءَ وَحَرَّرْ عَبْرَ الحِقَبِ
بابا صُورَتُكَ الْمَحْبوبَةْ
في قَلْبِي أبدًا مَكتُوبَ
هكذا كانت رحلة الشاعر الكبير سليمان العيسى التي طلت عامرة بالأحداث والمواقف والتجارب الإنسانية الكبيرةالكبيرة رحلة تجاوزت التسعين من العمر،ومعها توقت شمس الشعر الطفولي التي أضاءت أرض الطفولة مابين 1922 -2013..رحمه الله.
Peut être une image de 1 personne































·

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى