محمود شاهين - لقمانيات غزة (19)

181- إذا أخذنا بالنص التوراتي فإن غزو بني اسرائيل لأرض فلسطين عام 1187 ق. م. بقيادة يوشع خليفة موسى ، حيث دخلوا مدينة أريحا أقدم مدينة مكتشفة في التاريخ يعود تاريخها لأكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد، ليقتلوا جميع سكانها ""وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ." (يش 6: 21). وقد أثبتت حرب غزة أن شيئاً لم يتغير في سلوك

بني اسرائيل، سوى أن أدوات القتل تغيرت من السيف إلى أحدث أسلحة القتل والتدمير من المدفع إلى الصاروخ !

182- سبحان مَن جعل من حروب الغزاة ضد أبناء البلاد وقتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير البنى التحتية وكل مظاهر الحياة الانسانية دفاعاّ عن النفس ومن مقاومة أبناء البلاد للغزاة إرهاباً ! زمن قل فيه الحياء والشرف والأخلاق ليعم فيه العار والإجرام وسلب الحقوق. يعتقد القاتل أنه يصنع أمناً وطمأنينة لنفسه ، متجاهلاً ما يزرعه من حقد في نفوس جيل عايش مقتل أهله وذويه ، لن يرى منه إلا الموت وبراكين الغضب التي ستتفجر فيه مهما طال الزمن، ولن ينعم بالأمن والسلام يوما.

183- أيها الشامتون ، وأيها المتفرجون على سيول دمنا وأشلاء أطفالنا ، وأوصال نسائنا، ودمار بيوتنا ، وتشرد أهلنا.. كفاكم عاراّ ، كفاكم صمتاً ، ألم يعد لديكم ذرة من أخلاق ، ذرة من النخوة والعزة والكرامة ، أليس بينكم معتصم واحد؟! أين اختفى المتبجحون بوحدة الجبهات ، ما أقبحكم ، وأنتم تظهرون سافرين بلا أقنعة ، ما أشطركم في قتل شعوبكم والركوع لقهرأعدائكم! ويلكم من أجيال قادمة لن ترحمكم ، "وا معتصماه "! دمنا صار كالماء لدى أعداء الانسانية!

184- اضراب عالمي لوقف الحرب على غزة يوم الاثنين 11/12/23

نأمل من جميع مناهضي العدوان الالتزام .

185- نتنياهو يكشف عن غاياته بتهجير الفلسطينيين جميعاً ، وبايدن يستيقظ متأخراً بعد أن فقدت إدارته سمعتها الأخلاقية من قبل العالم . على شعوب العالم والشعبين الأمريكي والاسرائيلي بشكل خاص ، أن يتظاهروا بالملايين لتوضيح موقفهم من حل الدولتين، ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ، لوضع حد لأفق هذا الصراع الذي طال كثيرا

186 – هل ينتمي إلى البشرية من يلجأ إلى مداهمة المشافي وقتل المرضى من الأطفال والنساء والرجال وتجريف جثث الموتى في المقابر وتمزيقها تحت جنازير الدبابات ؟ على البشرية أن تجيب ما إذا كان من يقوم بهذا الاجرام الفظيع غير المسبوق ينتمي إليها ويستحق البقاء.

187- في ظل العجز المطلق لمؤسسات الأمم المتحدة ، أليس من إلاه من مئات آلهة البشرية لديه قدرة مطلقة يتدخل لوقف آلاف المجازر الفظيعة في غزة ويفرض إرادته على جميع البشر دون استثناء ، لعل البشرية تنعم بالأمان والسلام والاستقرار!

188- جثث أطفالنا المتناثرة في بقايا أحياء غزة ، أشلاء نسائنا المعفرة بالتراب ، دمنا المسفوك بين ركام الأبنية ، عار يغطي وجه العالم ، وجه من يدعون أنهم دول عظمى تدعي الإنسانية ، وهي بعيدة البعد كله عنها ..

189- إذا لا تريد الآلهة أن تفعل شيئاّ في الدنيا ، فهل من إلاه يحيلني إلى إلاه جديد مطلق القدرة لأعيد تنظيم الكون مبتدئاً بمأساة غزة ! وليعذرني الطيبون إذا ما وجدوا أنني محقت من الوجود عصابات كثيرة انتمت زورا إلى البشرية

190- الأقوياء يتدخلون في شؤون البشرية حسب مشيئتهم ، أمّا الآلهة فلا يتدخلون ، ربما لأنهم غير قادرين ، أو غير موجودين ، وأنهم مجرد وهم أوجده الخيال البشري. فالبشرية تمر بظروف تحتاج إلى قوة قاهرة تفرض عدالة انسانية على كوكب الأرض، طالما أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً ينقذ البشرية من أزماتها.



الملك لقمانلق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى