حسين عبروس - نحن وثقافة الكرتون...

•••
لقد تم إطلاق أول فيلم كارتون في الـعام الذي أنشئـــت خلاله شركة" والت ديزني" التي قامت بإصدار أول فيلم لها سنة 1923 ،وهو العام الذي أنشـئت فيه ،وكان عبارة عن رسوم متحركة صامتة ،و كان أول ما يعـرف بمرحلــة الإنتاج الصامت "بوالت ديزني "وكان اسم الفيلم "أليس في بلاد العجائب"، وذلك كان فـي عام 1923 ثم توالت رحـلة الإنتـــاج بعد ذلك ،وفـــــي عام 1928 تمّ فيلم "ميكي ماوس"، و"السيمفونيات المضحكة."
وهنا نتوقف عند مفهــــوم أفلام الكرتون ،أو الرســـوم المتحركة لنعرف حقيقة معنى المصطلح وأهميته في ثقافة الطفل ،فالرسوم الكاريكاتورية والمـــــفاهيم الكرتونية هــــي عبارة عن تمثيل مرئي لأفكار العلوم ، ولقد وُضعت الرسوم البسيطة على غرار الرسوم المتحركــة مجمـوعة
من وجهات النظر حــــول الأفكار العلمـــية في الحــــالات التــــي تمّ تصميها لتحفيــز التلاميذ والطلاب وإشـراكهم مناقشــة أفكارهم ، ولكــن الغريب في الأمر أنّ ليست كل أفلام الكرتون صالحة لجميــــع الأطفال علـــى اختلاف بلدانهم وثقافاتــهم ودياناتهم،وهو ما نجده يربك حالة المجتمعات في الوطن العربي أمام تلك الأفلام المدبلجة ،والمترجمة بأفكار في كثير من الأحيان لاتتناسب مــــع ثقافتــــنا مجتمعاتناالعربية،وللأسف أنّ ثقافــــة الطفل عندنا ما تزال سوقا مربحة لتقديم التجارب الغربية من بوابات مختلـــــفة،وذلك لعجزنا عن تقديم البديل في ثقافة الطفل عتدنا،وقدتابعت عبر صفحـات الفضاء الأزرق ، تلك الكتابات التي تخوض في مجال الكتابة للطفل، على أنّهـــــا متاحة للجميـــــع ، لكل مـن وجد فـــــراغا في حيـــاته اليومية
أو لكلّ من يريد تصدّر مشهد الكتابة ،ولم يفلح مع الكبار ،راح يجرّب في عملية الكتابة للصغار بناء على تلك النصائح ، والتوجيهات المغلوطة في عالم الكتابة للضغار،ومن هذا المنطلق أجدني حريصا على أن أقدم بعض تجاربي في مجال الكتابة في أدب الطفل لأقول:
-من يريد الكتابة للطفل يجب عليه أن يكون موهوبا، وأن يكون على مستوى عال من ثقافة الطفل ،بما فيها علم النفس التربوي، وعلم النفس الطفل ، وأن يكون على مقدرة كبيرة من التمكن من لغته التي يكتب بهاللطفل ، ولا ينبغي أن ننصح المبتدئين، والمتطفلين على الكتابة بمشاهدة أفلام الكرتون ، من أجل اكتساب تجربة الكتابة، فليتقوا الله في أبنائنا ،وفي ثقافتهم، التي هي المرتكز الأساسي في صنع شخصية الطفل الإجتماعية والنفسية والتربوية، والمعرفية فإن أصعب الكتابة، هي تلك التي تكتب للطفل، لأنّ من يكتب نصوص أفلام الكرتون في الغالب
لا علاقة له بثقافة الطفل، فهو تاجر لا يحتـرم حدود الكتابة الموجــــــهة للأطفال، فقــــط تهمّه الصورة الكــــرتونية ، والأسلـــــوب الساخر، حيث يغـلب على أفلام الكرتون المشهدية للمكان ويغلــب عليها الصـراع في كل اللقطات التي يتابعها الصغار، والعنف والصخب، والبذيء من الكلام،والتسلية الخالية من الفكرة التي تسـاهم في تكوين زاد معرفي للصغار، وقليل من صنّاع أفلام الكرتون من يراعي الجوانب الفنية ،والتربوية والأخلاقية والعقائدية، وخاضة إذا تعلق
الأمربالأفلام المترجمة من لغات أخرى إلى العربية، كما نلاحظ ان أغلب افلام الكرتون تعتمد اللهجة المحلية لكل بلد من بلدان الوطن العربي.إن العامل الفني مهمّ في كتابة النص القصصي للطفل ، وجماليات النّص اللغة العربية السليمة الفصيحة ، والسلوب الممتع المشوّق ، والفكرة
الهادفة التي تساهم في تطوير أسلوب الكتابة عند المهتمين. من يرد أن يصبح كاتبا كبيرا في أدب الطفل، عليه أن يكون على دراية بما ينتج ،ويصنع من أفكارفي العالم يتطلع إليها الصغار، بحيت لا يقع في تلك السفاهة ، والضحالة من النصوص التي تفسد على المبدعين متعة القراءة ، ومتعة الكتابة أيضا. وفق الله أصحاب الأقلام التي تبدع في ثقافتنا العربية،والتي تسعى لتقديم الجيد الجديد الذي يعوّض ذلك الكمّ الهائل من النصوص والأفكار التي ترد علينا من كلّ القارات ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى