كاظم حسن سعيد - مطلع قصيدة تعلل لمظفر النواب ليست له

تعلل فالهوى علل وصادف انه ثمل
وكاد لطيب منبعه يشف ومانع الخجل
تذكر اهله فبكى ولكن مانع الخجل
عراقي هواي وميزة فينا الهوى خبل

فيما كان الوضع مضطربا في العراق والضغط الدولي عليه في ذروته في تسعينيات القرن الماضي بعد ان بردت حربا الخليج، وكانت الناس تبحث عن ابسط ثقب لتطلق صرخة الاحتجاج ظهر النواب يلقي قصيدته تعلل بالقائه الجاذب المؤثر فحصدت شهرة واسعة .
لكني ارجح ان الابيات الاربعة الاولى ليست بقلمه، والقصة تبدأ حين زارني صديقي الشاعر عبدالكريم سلمان الذي عاد من رحلة اغتراب اضطرارية وادلى بانه هو من كتب تلك الابيات وقد ارسلته القوى الاسلامية المعارضة قبل السقوط الى ليبيا ليلتقي بالنواب وهناك في شقته قرا له الابيات الاولى من قصيدته تعلل فاقترح عليه مظفر النواب ان يكمل عليها لتنال الشهرة وتم الاتفاق .
ان نسبة قصائد او ابيات لغير قائليها يحتاج لدراسات معمقة ورغم الجهود التي بذلت في هذا الحقل من الدراسات فان الحقيقة بعيدة المنال .
مثلا قصيدة انا وليلى التي انشدت في جامعة البصرة لاول مرة تنسب لاربعة كتاب او ستة ارجح ان يكون خالد الشطري هو كاتبها ليس لان نجله برهن على ذلك في كتابات ولقاءات متلفزة بل استقراء لطبيعة اللغة والايقاع .
لقد التقيت الشاعر عبد الكريم سلمان مطلع التسعينات واطلعت على بعض قصائده الكلاسيكية ولم يكن بناء قصائده الايقاعي رصينا وكان الاهتمام بالسياسة يتصدر اهتمامه .
ان دراسة صوتية وايقاعية معمقة لقصائد كريم سلمان قد تقود الى دليل مطمئن لنسبة القصيدة له في حال افتراض ان ما اورده لي ليس دقيقا لكني عرفته انسانا صادقا وبعيدا عن الادعاءات.

وفاخَر صحبِهِ في رحلة الدنيا وما وصَلوا
ولمٌا أيقظتهُ الريح ضاقَت في الشُجى الحِيَلُ
فما يَبكي ولكِن لو بَكى يُرجى له أملُ
تفَرٌد صامتا مُرا ومِنهُ يقطِرُ العسلُ
فما خلَلُ بها الدنيا ولكِنْ كلٌها خلَلُ
ذِئاب كلٌما شَمٌت جريحا بينها
أطالت من مخالبها وصارَت فيهِ تقتَتِلُ
بمذئبةٍ كذلكَ كيفَ دعوى يسلَم الحمِلُ
وكيفَ يقالَ إنٌ الحكمَ للأغماد ينتقِلُ
تفاهات وأتفَهها ضميرُ تحتَهُ عجَلُ
يُفلسِفُ ثمٌ ينقِضُ ثمٌ لا عقمُ ولا حَبَلُ
مزالقُ في مزالِقٍ يرتَشى فيها ولا جَلَلُ
بمختَصَر العبارة إنٌهُ عُهر تركَبُ فوقهُ دَجلُ
طِباق أو جِناس أو مراحل كلٌها حيَلُ
فإن لم تقدَحوا نارا فكيفَ يراكمُ الأملُ
فإن قَدَحت فكونوا لُبٌها ستَظلٌ تشتَعِلُ
ففي لَيلُ كهذا تكثر الضوضاء والجُمَلُ
ومانظروا هذا الحضيض وتِلكُم العِلَلُ
قضيتنا وإن عجنوا وإن صَعَدوا وإن نَزلوا
لها شرح بسيط واحد!! حقا لِمَ الهَبَلُ
لماذا ألف تنظير ويكثر حولها الجدَلُ
قَضِيٌتُنا لنا وَطَنُ كما للناس من نُزلُ
وأحبابُ وأنهارُ وجيرانُ
وكنٌا فيه أطفالا وفتياناً وبعضا صارَ يكتهِلُ
وهذا كُلٌ هذا الآنَ.. مغتصب.. ومحتلُ.. ومعتقلُ
قضيتنا سنرجع او سنفنى.. مثلما نفنى
ونقصف مثلما قصفوا.. ونقتل مثلما قتلوا
فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري
يمينا هكذا العمَلُ
أقول ويمنع الخجَلُ
بشج العين يكتحِلُ
وكيف عروسكم حصص وحصتكم بها نغلُ
أراهنتم على جمل بمكة تسلمون ويسلم الجمَلُ
غفا جرح فأرٌقَه
بماذا قد غفا كهِلُ
وأنب قلبه ما كان عشق فيه يكتمِلُ
وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبلُ
تطيب بريقه القُبَلُ
وأطيبهن تَتٌصِلُ
ولكن في قرارته هموم ما لها مُقَلُ
كما قطط ولائد في عماها والعمى كلَلُ
تذكر أهله فقضى فكابر دمعه الخضِلُ
وكاد يجوب لولا تمسك الآمال والحِِيلُ
وعاتب صامتاً لو كان يحكي إنما المَلَلُ
فما أحبابه يوماً بأحباب ولا سألوا
وما مسحوا له دمعاً
كما الأحباب
بل عزلوا
ونقل قلبه لكنهم كانوا هم الأوَلُ
فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا فنخلة أهله الأزل
وماؤهم الذي يروي وماء آخر بلَلُ
وحبره الذي نصف الهوى في قلبه وحلُ
يخط عدوه من وطنه له شبراً فينتقِلُ
طباق.. او جناس.. او مراحل
كلها حِيَلُ
قضيتنا وان نفخوا الكلى وشرارهم جبَلُ
وصاغوا من قرارات
وان طحنوا.. وان نخلوا
لها درب مضيء واحد رب
فلا لاتٍ... ولا عزُ ى.. ولا هُبَلُ
قضيتنا لنا أرض قد أغتصبت
وكنا عزلاً لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
ولا ما تصنع الأموال والحِيَلُ
وطالبنا فكان قرار تقسيم
وطالبنا فصرنا لا جئين وخيمة جرباء تنتَقِلُ
كم إغتصبتْ عروسُ مِن مُخيٌمُنا
وكم جعنا.. عرينا.. كم خجلنا
ثم طالبنا فلَم نُسمَع فكشٌر نابهُ الخجلُ
وأرسلوا السكين تَختَجِلُ
يميناً انه درب الى حيفا غداً يصِلُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى