عبدالحميد شكيل - جينيالوجيا الكتابة!!

لا أكتب حبا في الكتابة، ولا طلبا لشهرة أو مجد مزيف، مبني على ثنائيةضدية تساوي بين الضحية، والجلاد، وترسم للشر معارج يقف من خلالها على صوابية الطرح، ونشاز المعنى في تصوراته العرفانية الماجدة.. بل اكتب لتوصيف النتوءات الجارفة، وهي تجرّف فضائل القول، وسيميائيات التحول الأنطولوجي، وهو يترسم الخطوات الذاهبة إلى سموات الترنيم ، وترميم ما انكسر في مسار التحول ، آن عبوره سطوة التجاذب المنكسر، بما ينطوي عليه من متواليات غير مندمجة في سياق الضخ المتورم بمتعاليات الأنا في طموحها المتواطىء مع عُصابية الوهم المستجد، وتوترات "النحن" وهي تتجدد في نسق لغة بائسة ، تحفر في مسرى دروب لم تعد لها الوجاهة، ولا المآلات العارفة، لتلميع بؤسها المتآكل، ومثاليتها الرثة، وهي تتهاوى على مقدمات الشرط وخواتم الفاجعة..
كلما قاربت الكتابة.. تتزاحم في داخلى نار التوق، وكبوة التناطح وهو يتأبّى على الأثر المدموغ ببسمة الجذب وغبطةالتماثل في سياقات متوترة، لاكوابح لها في "مرآوية" النص العاشق، وهو يطلب نماذج الاتساق، ومفارقات الأنعتاق، لتنميط النمذجة، وهي تنكتب في لغة مفارقة لنورانيتها، ودفقها الطازج، بما هو عليه من لمع العبارة، وفتح الإشارة
لتمرير الشتات ، وتبيئة العَمار الصادح، على حواف اللغة. ودينامية الهبوب..
اكتب لترتيب : التهور، وعقلنة الهوس الكاتم ،الذي يسم الكثير من اللغط في خلفيات النص، وهو يقفز على عتبات العرفان، وتنازعات الشرط الفلسفي لتقزيم التصورفي لحظة
التبئير الفرح، على تخوم كتابة مستأنسة بوهج المحبة،وظل الينابيع ال في مسعى الصدق، وملتقى المحبات..
في الكتابة..تظهر شفافية الروح، وخبث التلون الكامن في سياقات اللغة، ومآلات النص، آن التحامه بنار الكشف الصادق.
أكتب : لكشف الزيف، وتعرية الأستعارات المخنثة، وهي تشيد لنفسها :مراصد الحق، ومنارات اليقين، وعلامية البروز البائس على منابر التفسخ، وميادين السقوط..
أكتب.. لئلا أتفحم في كينونة الكلام، ومدن اللغة، وهي تترغب غزالات دمي .. مصلوبة على بوابات الزيف..
في الكتابة.. تخرج الذات من عفويتها البسيطة، لتمارس هوسها الفاعل على تخوم اللغة، وسرديات القول الطافح بثيمات الوجع، وعلامية التلامس البهيج، لتسريد الهويات
الخنثى، وهي تترصد صداها المقهور على حواف الانكتاب
المبهم، لتكريس التوهم، وتعبيق نتانات مترسخة في بؤسها
ومزاجيتها ، المقرونة بخبل التوجه، وهبل المعنى، وفساد
التوجه القائم على ثنائية التطريب والإعجاب ، الذي يحرف
الرؤية، ويخرب مآلات الإحساس، ويعدم مؤشرات الضخ في
سريانه المنفتح، والداعم لشعرنة السمت الكتابي، في مرآوية
التذويت ، ومسطرة التحقيب ، لتبيئة الكتابي في تنميطات
القول، وبلاغات التبهيج في عرفانية ماتعة، غير منحازة ولا منتكسة لبلاغات الرثاثة، وسرديات المحو والبهوت..
في الكتابة.. عليك أن تتمرس بالولع، والشفافية ، والعشقية
الحالمة،وأنت تنحرط في تدوير الكلمات، وهمس الرؤى، وتصوير الأحلام وهي تنفرط على شرفات الوجد، لتقيم صروحها وبروقها على أرض المعنى، وشدو الخيال، وصفاء المخيلة ، وهوس الغناء على تحولات التفرد، وتمثلات التميز،
بما هو عليه من توريط الجمالي، وتجريف المنفلت والرمي به
إلى تعالقات تمتح سيميائياتها من حنان الجملة، وتوتر المفردة، وانسيابية السطر في تهدلات التصويب ، لحلحلة الصورة، وتكملة المشهدية في انكسارها المُونق، وتجليها المشرق..
في سرديات الكتابة، وبوحها العالي تظهر جماليات المعطى، وتمثلات الذات الكاتبة وهي تتجلى، وتنساب في حدّيتها، ووجْدها المشبع بروح الصبابة، ونسغ الكتابة بما تنطوي عليه
من نفس لا يخون جبلته، ولا يتخلى عن فلسفته العرفانية،
وهي تملي عوالمها على شبكات التلقي، ومنصات التشظي ،
لمحاربة سوقية النص، وخنوع الجملة، وبهوت السطر، وهو يمارس خيانته على حواف الكتابة المخنثة، التي ألحقت الدمار ، وأظلمت النهار بموارباتها، وخنوعها وميوعتها المتفسخة، في سياق الهذر الكتابي الذي أبهت المعنى وأربك
المبنى، بما يفرزه من رثاثات، وتشوهات تشي بالخيانة والانحرافات المستجدة، على شرفات جينيالوجيا الكتابة
المتحولة على فوهات الضخ الباهت، والسيلان الأصفر..
أكتب: لتحييد القبح، وكسر رتابة المجرى، وعقلنة الانوجاد،
وتمجيد هيئة السطر على ذرى الوقت، وهو يسعى في تمحّل
عرفاني، لتدوير قداسة الكتابة، وترتيب إيماضاتها على فتح
المغلق، وتمجيد شرفات التنوير، وإعلاء منارات العقلانية،
لتصويب الا نحراف، وتحقيق الإنصاف، الذي يقيم الوزن، ويعري التملق، ويقصي فلسفات الشطح البائس على متواليات الكتابة الفتوحية، في زمنية البؤس المقيم..

عبدالحميد شكيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى