حسين عبروس - حبيب بوخليف..حديث لا ينتهي...

الحديث عن المسرح في الجزائرلايتمّ في تفاصيله ومعناها في غياب الصديق الدكتور حبيب بوخليفة أستاذ الفنون الدرامية بالمعهد العالي للتمثيل ببرج الكيفان .هو واحد من كبار الأسماء الفنية التي تمنح الركح بهجته ورونقه ، لقد عرفت الرجل ذات رحلة طويلة كنت ساعتها مغرما بالمسرح تمثيلا وكتابة ،وعشت فرحة لا تنتهي حينما كنت ضمن فرقة المسرح المدرسي في الإعدادي والثانوي،ومازلت أذكر تلك المسرحية التي كنت واحدا من بين أعضاء الفرقة في ذلك العرض بالمسرح الوطني وهي مسرحية " اسمع واسكت يا حسان" وهي مسرحية سياسية بامتياز وكان مرخرجها أنذاك الصديق الفنان ابراهيم شرقي ومجموعة من الطلاب ثانوية الأمير عبدالقادربالجزائر العاصمة،وبعد العرض تمّ توقيفنا بحجة أن المسرحية تتعرض لنقد النظام السياسي أنذاك ،وفي تلك الفترةعرفت الفنان حبيب بوخليفة وانقطعت عني أخباره مدّة من الزمن وشاءت الأقدار أن نلتقي مرّة أخرى هو أستاذ للمسرح عائد من الإتحاد السوفياتي سابقا،وهو في قمة الشباب والنشاط والحيوية، وكنت ساعتهاأستاذالمادة الأدب العربي،وقد اشتركنا في تكوين محموعة من الأساتذة تمّ اختارهم عبر الوطن تحت اشراف وزارة التربية الوطنية برفقة خيرة الأسماء المسرحية الكبيرة أمثال الممثل شريف زيان عياد وعزالدين مجوبي وعبدالله ارياشي والممثلة صونيا وباديس فضلاء،وكان الموعد في معهد تكوين الأساتذة ببوزريعة،وبرفقة مشرفين من وزارة التربية الوطنية السيدة زيباك والسيد سعيد شباح،وكان الهدف من هذا التكوين اعداد اساتدة يتكفلون بالمسرح المدرسي،وقد كان ذلك في دورتين متتاليتين سنة 1988-1989 ،وكم كانت الفرصة سانحة وأنا أعيش تلك الفرصة مع صديقي وصديق الجميع الفنان حبيب بوخليفة،وفرقت بيننا الأيام لنلتقي من جديد ذات عام لنكون ضمن مجموعة من الشباب المبدع لنؤسس معا جمعية ثقافية " جمعية نوافذ ثقافية"،وكان صديقنا حبيب يشارك في كل نفعل ثقافي وخاصة وهو يشكل ذلك الثنائي الجميل مع الفنان والمبدع المسرحي محمد شرشال، وجمعتنا الفرصة أيضا على صفحات التواصل الإجتماعي ،وهو لا يهادن المتطفلين على الفن المسرحي ،والمتطفلين على الفعل الثقافي بصفة عامة .
وهو يقول:"لا ننكر أساسا أن المسرح يتجسد بالأفكار و الأشكال الجمالية في مساحة البحث عن المتعة. و لا يستثني العرض الجانب الجمالي في اشكاله المختلفة و لا الافكار على مستوى محتواياته،ويأتي المخرج ليربط بطريقة وثيقة بين الشكل و المضمون و الجمهور. لذلك ينبغي للعرض ان ينطلق من منابع المعرفة و المتعة و المهارة في الاداء. هذا كل الاختلاف بين الترقيع و الابتداع و الاتباع و الجود" تحيتي لك صديقي الفنان حبيب.. يبقي الحديث مستمرّا لا ينتهي، وتحيتي لك المبدعين الذين يصنعون جمال الحياة في وطننا العربي الكبير من خلال تلك الأعمال الفنية الراقية بعيدا عن التهريج.


Peut être une image de 1 personne, barbe et écharpe

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى